كتب بتاريخ: 10-5-2011
في سماء القدس تحلق طائرات عسكرية، وعلى أرضها اناس جلبوا من الأفاق، يمضون يومهم في حديقة مقدسية، كانت في يوم من الأيام، مرتعاً لأطفال فلسطين.
مرت ثلاثة وستون عاماً على الشعب الفلسطيني، والحكومات الصهيونية المتعاقبة تمارس ألوان القهر من خلال قرارات عنصرية، تستهدف الأرض والإنسان.
سياسة عمادها التمدد الإستيطاني، وتوسيع البناء ليطال أوسع مساحة من المناطق العربية، يضاف إليها حرمان الشعب الفلسطيني من احتياجاته الأساسية، ومنعه من استخدام الطرق، لدفعه إلى النزوح من أرضه، وفق تأكيدات منظمات دولية، تعنى بشؤون حقوق الإنسان.
وإضافة إلى حرمان الأطفال الفلسطينين من المدارس، تعمد سلطات الإحتلال إلى التدخل بالمناهج التعليمية من خلال فرض مواد تتعلق بما يسمى بالتراث اليهودي، لمحو الهوية الدينية للقدس، وتغيير تاريخها، واستهداف الوعي الفلسطيني، فيما تفرض المدارس الإسرائيلية في يافا واللد على طلابها التكلم بالعربية داخل المدرسة.
وبموازاة ذلك، يستمر الكيان الصهيوني ومنذ انشائه في العام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين، بسياسة تهويد الأرض بعد اغتصابها، حيث تشير آخر الإحصائيات إلى أن اليهود يسيطرون على أكثر من خمسة وثمانين في المئة من أرض فلسطين التاريخية، ويواصلون يومياً قضم العديد من الأراضي، ويعملون على تدمير كل ما يشير إلى عروبية الأرض من آثار وتراث.
القرارات العنصرية الإسرائيلية، التي لا تقف عند حدود، تصال أيضاَ العرب حاملي الجنسية الإسرائيلية، مع تعرضهم لحرمان من الوظائف، إضافة إلى طردهم من أرضهم، بحجة أنهم عرب، الأمر الذي يزيد من معاناة هذه الفئة، التي يطلق عليها عرب الثمانية وأربعين، كونهم رفضوا ترك أرضهم في عام النكبة وما تلاه.
وبحجة استحصال التراخيص اللازمة، يقوم الإحتلال بتدمير منازل فلسطينية، في وقت يجهد المستوطنون بمساعدة الجيش في تدنيس وإحراق أماكن العبادة للمسلمين والمسيحيين، في محاولة لتغيير وطمس المعالم الدينية في فلسطين.
وبعد ثلاثة وستين عاماً من النكبة، لا يزال المسجد الأقصى يتعرض لاعتداءات تهدد وجوده، وفق ما تذكر الدراسات الجغرافية، نتيجة أعمال الحفر تحته، ما يجعله عرضة لإنهيار قد يكون وشيكاً، إذا لم يُعمد إلى إنقاذه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق