كتب بتاريخ 1-11-2010
حطت روسيا بشخص رئيس البلاد فيها في إحدى الجزر المتنازع عليها مع اليابان، مؤكدة ً السيطرة على هذه المنطقة، لتلتقي مع الصين التي تشهد أيضاً نزاعاً حدوديا مع طوكيو، صاحبة التاريخ الإستعماري، والحليفة الرئيسية لواشنطن في المنطقة.
هذه الزيارة التي وضعها الرئيس ديمتري ميدفديف في إطار جولة على أرض الوطن، تحمل في طياتها بعداً قومياً، يتمثل في تعزيز صورته في الداخل، كمدافع عن الحقوق الروسية، وسياسياً يظهر موسكو طرف قوي في منطقة شرق آسيا.
فجزر الكوريل وقف التسمية الروسية، التي سيطر عليها الإتحاد السوفياتي بعيد إستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، ترى فيها موسكو جزءاً من روسيا الإتحادية، وتعامل مع سكان الجزر كمواطنين روس.
ويقول ديمتري ميدفيدف: الرئيس الروسي
// في العموم، أريد القول اننا تمكنا مؤخراً من تحسين الوضع إلى حد ما. لقد بدأت بعض المنشآت الإجتماعية بالظهور. إلى حد معين، يمكن للناس أن يأملوا بأن حياتهم ستكون خلال فترة زمنية معقولة عصرية وناجحة، كما هي حياة باقي المواطنين على أرض الوطن //
غير أن اليابان التي تعتبر أن روسيا لا تملك السيادة على تلك الجزر، سارع رئيس الوزراء فيها ناوتو كان، الذي يواجه تراجعاً في شعبيته، وإنتقادات من المعارضة بسبب سوء إدارته لأزمة الجزر مع الصين، سارع إلى التنديد بزيارة ميدفديف معرباً عن أسفه، فيما قدمت الخارجية اليابانية احتجاجها لدى السفير الروسي.
ويقول ناوتو كان: رئيس الوزراء الياباني
// إنه لأمر مؤسف للغاية أن يزور الرئيس الروسي ميدفيدف المناطق الشمالية الأربع والتي لدينا السيادة عليها //
الخارجية الروسية اعتبرت أن الرد الياباني غير مقبول، وشددت على أن ديمتري مدفيديف زار أرض روسية، وأشار وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى أن وزراته بصدد إستدعاء السفير الياباني للتعبير عن موقف بلاده حيال هذا الأمر.
هذا الخلاف القديم الجديد بين موسكو وطوكيو، حال دون توقيع الطرفان معاهدة سلام منذ خمسة وستين عاماً، فيما تشهد العلاقات الإقتصادية بينهما تطوراً ملحوظاً، الأمر الذي يؤشر إلى أن لليابان وروسيا مصلحة في عدم توسيع دائرة التوتر، لا سيما وأن هذه الأزمة حدثت قبل قمة زعماء آسيا والمحيط الهادىء، التي ستعقد في طوكيو منتصف الشهر الحالي.
----
كتب بتاريخ 2-11-2010
عادت النزعات الحدودية بين دول شرق آسيا لتطفو على سطح العلاقات فيما بينها، واضعة المنطقة أمام توترات دبلوماسية، في وقتٍ تحتاج المنطقة إلى بنية أمنية ترعى المصالح المشتركة، خصوصاً مع قرب أفول النجم الأميركي في تلك المنطقة.
ومع تراجع واشنطن العسكري والأمني من منطقة شرق آسيا، إندفعت الدول الإقليمية لملء الفراغ الذي سيحدثه هذا الخروج، وتقدمت الصين وروسيا تجاه اليابان، وفتحتا ملف الخلافات حول الجزر، والذي هو بما أشبه بنار تحت الرماد.
وعلى مسمع من الدول الكبرى المجتمعة تحت مظلة منظمة آسيان، أعلنت الصين رفضها أي مشاركة للولايات المتحدة في محادثات النزاع حول الجزر المتنازع عليها بين بكين وطوكيو، وردت الخارجية الصينية على كلام وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن مسألة الجزر تقع في إطار التحالف الياباني الأميركي حول الأمن.
ويقول هونغ لي: متحدث باسم الخارجية الصينية
// جزر دياويو أراضي صينية منذ الأزمنة الغابرة، والنزاع حولها هو بين الصين واليابان فقط، والجانب الأميركي زعم مراراً أن معاهد التعاون الأمني المتبادل بين واشنطن وطوكيو تنطبق على جزر دياويو، وهذا خطأ كبير //
اليابان التي خسرت مركزها الثاني الإقتصادي في العالم لصالح الصين، ترغب في حل سياسي لهذه القضية، خصوصاً وأن العلاقات التجارية بين الطرفين، زادت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة.
وتواجه اليابان في الشمال أزمةً خلافية حول أربع جزر مع روسيا، فجرتها زيارة الرئيس ديمتري ميدفيديف إليها، لتوتر العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين، مع إستدعاء طوكيو لسفيرها في موسكو.
ويقول سيجي مايهارا: وزير الخارجية الياباني
// نأمل أن تتوضح الأسئلة المتعلقة بملكية الجزر الشمالية الأربع، وتوقيع معاهدة سلام حتى تترسخ علاقات أفضل بين اليابان وروسيا، وأعتقد من الأهمية بمكان أن ننشىء وضعاً لا خاسر فيه لكلا الدولتين //
وتلعب المصالح الإقتصادية دوراً هاماً في بوصلة تلك الخلافات، لا سيما وأن مناطق النزاع تعد مناطق غنية بالثروات البحرية كما هي حال جزر الكوريل المتنازع عليها بين اليابان وروسيا، و غنية بالنفط والغاز في حالة جزر دياويو المتنازع عليها بين اليابان والصين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق