كتب بتاريخ 12-1-2011
رسائل عديدة وجهها الرئيس السوري بظهوره وسط
الجماهير، في مشهد أعاد بوصلة الأحداث السورية باتجاه الطريق الصحيح، طريق الإصلاح
والإستقرار كما تريد دمشق.
فالمؤامرة أشرفت على نهايتها على ما يقول الرئيس
بشار الأسد.
فسوريا التي تعرف من أين تؤكل الكتف، تنطلق
من رؤيتها إلى جملة معطيات، أبرزها الصمود الشعبي السوري بوجه المخططات الغربية، لإحداث
حرب أهلية في بلادهم، يضاف إليها إفلاس وسائل الضغط الغربي والعربي عليها، بعد وضوح
حجم الفبركات السياسية والإعلامية.
الهجمة الإعلامية على سوريا لم تسلم منها بعثة
المراقبين العرب، التي أصابتها سهام التشكيك منذ بداية عملها، وصولاً إلى بث أخبار
كاذبة عبر وسائل إعلامية معروفة، هدفها النيل من عمل البعثة.
ونفى رئيس بعثة المراقبين الفريق أول محمد
أحمد الدابي التصريحات التي أدلى بها المراقب الجزائري المستقيل أنور مالك، والتي قال
فيها إنه رأى جثثاً جلدها مسلوخ ومعذبة بشكل بشع.
وأكد الدابي أن مالك منذ أن تم توزيعه ضمن
فريق حمص لم يغادر الفندق طيلة ستة أيام، ولم يشارك اعضاء الفريق النزول الى الميدان
متعللا بمرضه.
دبلوماسي عربي ذكر أن رئيس الوزراء القطري
حمد بن جاسم يقود خطة لإفشال مهمة بعثة المراقبين، والهدف رمي الأزمة السورية إلى الملعب
الدولي، حيث لعبة المصالح الأممية.
فمصالح موسكو فوق أي اعتبار، بحسب رئيس الوزراء
الرويس فلاديمير بوتين، الذي توعد بالرد على أن عمل غربي أحادي، لا يأخذ بعين الاعتبار
مصالح بلاده.
ومن جهته، أبلغ المبعوث الصيني للسلام في الشرق
الأوسط وو سيكه من جهته الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي رفض بكين إحالة الملف
السوري إلى مجلس الأمن الدولي.
ويقول وو سيكه: المبعوث الصيني
//
موقف الحكومة الصينية من الأزمة في سوريا يتمثل بدعوة كافة الفرقاء إلى وقف كافة أشكال
العنف، والقيام بعملية حوار سياسي يشترك فيه جميع الأطراف السورية، للوصول إلى تسوية
في إطار الجامعة العربية.//
وفي الجامعة العربية تجاذبات حول الموقف من
سوريا، بين محور يسعى إلى إطالة أمد الأزمة، مراهناً على جيوش أطلسية، وآخر يوصف حقيقة
الاوضاع على الارض.
ووفق وزير الخارجية الحزائري مراد مدلسي، هدوء
في أغلب المحافظات، وحكومة اتخذت خطوات لنزع فتيل الازمة، من جهة، ومعارضة مستمرة في
تسليح نفسها، أمر قد يدخل الجميع في دوامة العنف من جهة أخرى.
====
كتب بتاريخ 30-12-2011
ضغوط سياسية ودبلوماسية تمارس على سوريا في
العلن، وخططٌ تُعد في الخفاء وسراً، كانت للأمس بعيداً عن وسائل الإعلام.
مجلة فورين بوليسي FOREIGN
POLICY
الأميركية، والتي تعني بالسياسة الخارجية لواشنطن، كشفت أن إدارة
الرئيس أوباما بدأت بإعداد خطط في الخفاء لمساعدة ما تسمى المعارضة السورية بشكل مباشر.
فواشنطن التي أسندت الملف السوري إلى دول عربية
وإقليمية، أيقنت بحسب تقرير المجلة أن العقوبات المالية التي فرضت على أشخاص في القيادة
السورية لم تأتي ثمارها، ولهذا راحت تبحث عن وسائل تدعم بها المعارضة بشكل مباشر، والهدف
معاقبة النظام السوري لمواقفه السياسية في المنطقة.
تقرير المجلة الأميركية أشار إلى إن مسؤولين
من مختلف الاجهزة، يقومون بدراسة تحت اشراف مجلس الامن القومي الاميركي، لفرض حظر طيران
في المنطقة الشمالية لسوريا، وتعزيز سبل دعم ما يسمى بالمجلس الوطني المعارض.
الخطط السرية لواشنطن، جاءت لتضرب بعثة المراقبين
العرب في سوريا، الساعين بهدف البروتوكل الموقع إلى الوقوف على حقيقة الأوضاع على الأرض،
بعدما تضاربت الأخبار وتعارضت، في ظل ضخ إعلامي وصل إلى حد التحريض الطائفي، بانت نتائجه
في أكثر من منطقة سورية.
الكشف عن تقرير مجلة فورين بوليسي FOREIGN POLICY الأميركية جاء بعد مؤشرات ايجابية صدرت عن المراقبين
العرب، تؤكد التعاون السوري الكامل مع عمل البعثة، بما يقتضيه البروتوكول الموقع، خلافاً
لهوى واشنطن.
فالبعثة العربية نعتها الدول الغربية باكراً،
بدءاً من التصريحات القرنسية، وصولاً إلى حديث مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جفري
فيلتمان، المشككة بالإيجابية التي أبداها المراقبون العرب في جولاتهم، فالمهم ليس ما
يقوله اعضاء البعثة في بداية مهمتهم، بل نتيجة التقرير الذي سيرفع الى الجامعة الشهر
المقبل، بحسب فيلتمان.
حملة التصويب الغربية على عمل البعثة، والخطط
الأميركية السرية، قابلها تمسك سوري وصيني وروسي بعمل البعثة، على أنه أحد الحلول الممكنة
للتوصل إلى حل ما للأزمة في سوريا، مع تمسك القيادة هناك بالإصلاحات وبالحوار سبيلاً
أساسياً للحفاظ على استقرار البلاد، بعدما أمعنت التدخلات الخارجية تمزيقاً به.
=====
كتب بتاريخ 16-11-2011
في مشهد غابت عنه سوريا، اكتملت حلقة الضغط السياسي في الرباط، أملاً بانتزاع تنازلات سورية في أكثر من منطقة، بعدما اخفق قرار وزراء الخارجية العرب الأخير بتحقيق مراده.
الإدارة الأميركية التي ما غابت عن الملف السوري، حضرت وبقوة في الاجتماع الوزاري العربي، من باب الداعم للقرارات العربية بوجه سوريا، بعد اصطدام الدبلوماسية الأميركية بحائط روسي صيني، منعها من استخدام مجلس الأمن منصة لتشريع التدخل الغربي بالشؤون السورية.
وظهر إلى الواجهة تباين عربي تجاه الموقف من سوريا، حيث أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن الطرح القطري لتجميد عضوية سوريا لم يأخذ وقته من النقاش باجتماع القاهرة، ما دفع بالعديد من الدول إلى مراجعة موقفها بحسب هذه المصادر.
وتتزعم هذا التوجه مصر والجزائر التي دعت إلى لجنة قانونية تنظر في قانونية القرار المتخذ بتعليق عضوية سوريا باجتمعات الجامعة العربية، خصوصاً بعد تجاهل اللجنة العربية الدعوة السورية إلى زيارة دمشق.
وحضرت تركيا في الرباط، بالمنتدى العربي التركي، الذي دعا بيانه الختامي إلى حل للازمة السورية بدون أي تدخل اجنبي، وإلى اجراءات لم يسمها عاجلة لحماية المدنيين في سوريا.
ولم يخل هذا المنتدى من تصريحات لوزير الخارجية التركي أحمد داوود أغلو، ينتقد فيها سوريا.
ويقول أحمد داوود أغولو: وزير الخارجية التركي
// لا بد من بذل ضغوط أكبر وأقوى على النظام السوري. نحن بحاجة إلى أي شيئ يمكنه إيقاف هذه الاتراتيجية المستخخدمة من قبل النظام السوري ومؤيديه //
والغائبة الأكبر في اجتماع الرباط، هي الإصلاحات التي تجريها القيادة السورية، وآخرها إطلاق سراح ألف ومئة وثمانين موقوفاً تورطوا بالأحداث الأخيرة في البلاد، يضافوا إلى مئات الموقوفين الذين أطلق سراحهم قبيل عيد الأضحى المبارك.
خطوة تقول دمشق إنها تأتي في إطار معالجة الأزمة وفق بنود المبادرة العربية، في إطار الدبلوماسية الهادئة التي تحدث عنها وزيير الخارجية السوري وليد المعلم، وليس في إطار الإستجابة للضغوط الخارجية.
==========
كتب بتاريخ 11-11-2011
في وقت كثر الحديث عن جهات تسعى إلى إفشال المبادرة العربية، سعياً لتدويل الأزمة في سوريا، لا تزال الحكومة في دمشق تشدد تمسكها بالمبادرة، كأحد وجوه التضامن العربي.
وبانتظار ما سيؤول إليه اجتماع السبت الوزاري بالقاهرة، تقدمت الحكومة السورية بمذكرة رسمية إلى الأمانة العامة للجامعة العربية تضمنت ترحيبها وتعاونها التام مع زيارة بعثة من الجامعة إلى سوريا.
وأكد المندوب السوري في جامعة الدول العربية يوسف أحمد في تصريحٍ لوكالة الأنباء السورية أن بلاده ملتزمة بخطة العمل العربية وهي جادة في تنفيذ بنود الخطة.
ولفت السفير أحمد إلى أن بلاده كانت قد دعت الجامعة العربية منذ قرابة الشهر إلى التواجد على الأرض والإطلاع على حقيقة ما يجري بعيداً عن عمليات التحريض السياسي والتزوير الإعلامي.
واعتبر أن دعوة واشنطن المسلَّحين إلى عدم تسليم أنفسهم، ووَصْفَ باريس المبادرة العربية بالميتة يشكِّلان دليلاً قاطعاً على تورُّط هذه الأطراف في تأجيجِ الأوضاعِ داخل سوريا ورفضها أيَّ دورٍ عربي ايجابي.
ولا تزال أطرافاً في المعارضة السورية، ترفض الحوار وتحمل القيادة السورية مسؤولية ذلك، في تحايل واضح حول للمبادرة العربية، خصوصاً مع تصاعد حديث معارضة الخارج عن تدخل عسكري غربي في سوريا، ترفضه المعارضة السورية في الداخل، ويستبعده الأوروبيين الغارقين بأزمتهم المالية المتنقلة بين دول اتحادهم.
المساعي الهادفة إلى إفشال المبادرة العربية، تزامنت مع اعترافات جديدة عرضها التلفزيون السوري، قيل فيها إن المجموعات المسلحة قتلت وخطفت مواطنين بهدف الضغط على الجامعة العربية لاتخاذ مواقف ضد سوريا.
وشهدت جمعة تجميد العضوية كما أُطلق عليها، تظاهرات عديدية وفق مصادر المعارضة السورية، في وقت تحدثت وكالة الأنباء السورية عن سقوط ضحايا مدنيين بين قتيل وجريح برصاص مجموعات مسلحة في محافظتي حماة وحمص، بينهم عدد من الأطفال
وفي استعادة لمشهد الإغتيالات التي استهدف عدداً من النخبة الثقافية في سورية، إضافة إلى نجل االمفتي أحمد بدر الدين حسون سارية، أشارت وكالة سانا إلى استشهاد مهندس في معرة النعمان، أثناء عودته إلى منزله.
وفككت قوات الهندسة السورية عبوة معدة للتفجير، تزن خمسة كيلوغرامات في دير الزور، وأوضح مصدر أن هذه العبوة مجهزة بصاعق ودارة تحكم عن بعد.
========
كتب بتاريخ 7-11-2011
بعدما حددت القيادة السورية مرتكزات صمود البلاد بوجه كل ما يحاك ضدها، شكل خطاب الرئيس الأسد في محافظة الرقة نقطة تحول في المشهد السياسي في سوريا، ورسالة متعددة الاتجاهات.
فخطاب مشهد الرقة الجامع والوطني، الذي شدد على أن أساس صمود سوريا هو وقوف الشعب السوري ضد الفتنة والتدخل الخارجي، أعقبته الحكومة السورية برسالة مباشرة إلى دول ومنظمات أممية، تتهم الولايات المتحدة بالتورط بالأحداث السورية.
التورط الأميركي ظهر بعد دعوة واشنطن المسلحين إلى عدم تسليم أسلحتهم للسلطات، أمر رأت فيه الخارجية السورية، محاولة لتعطيل عمل الجامعة العربية ومبادرتها، التي تعمل على وضع حد للأزمة في سوريا، واستعادة الأمن والاستقرار للمواطنين.
وأكد الوزير وليد المعلم في رسالته تعامل دمشق الإيجابي مع المبادرة العربية، وبذلها كل الجهد لتطبيقها، داعياً إلى توفير البيئة المناسبة من أجل تنفيذ الإتفاق بين سوريا والجامعة العربية.
وفي القاهرة، حيث يستعد العرب لاجراء اجتماع على المستوى الوزاري، أعلنت الجامعة العربية تسلمها رسالة بعث بها وليد المعلم، تتضمن الاجراءات التي قامت بها الحكومة السورية لتنفيذ خطة العمل العربية.
غير ان إخراج دمشق للازمة السورية من دائرة التدويل، يبدو انه أحرج العديد من الجهات خصوصاً الأوروبية منها، التي استحضرت لغة العقوبات، في اجراء هادف إلى ممارسة ضغوط، تنتزع من سوريا نتازلات في ملفات اخرى.
ويقول آلان جوبيه: وزير الخارجية الفرنسي
// سوف نناقش مع حلفائنا الاوروبيين إحتمال زيادة العقوبات على سوريا، فرضنا عدداً من العقوبات وسوف ندرس موضوع تجميد الارصدة في إجتماعنا المقبل في بروكسل//
وفي ظل الحديث عن حلول للأزمة في سوريا، دعا عبد الحليم خدام من باريس المجتمع الدولي بالتدخل الفوري عسكرياً في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا، متهماً روسيا والصين بالخضوع لضغوط طهران، وقف ما صرح للصحافيين.
حديث التدخل العسكري من قبل خدام، جرى استبعاده من قبل وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، الذي أشار إلى أن الوضع في سوريا أكثر تعقيداً مما كان عليه في ليبيا قبل تدخل الحلف الاطلسي.
=================
كتب بتاريخ 17-10-2011
هو ليس الإجتماع الأول من نوعه لمناقشة الملف السوري، بل هو الأول لناحية دلالاته التي تتخطى ما جاء في البيان النهائي، ليصب في اتجاه تصعيد الأزمة السورية بحسب القيادة في دمشق.
فجامعة الدول العربية والتي لم تحرك ساكناً عند محطات بارزة في الصراع المحوري مع إسرائيل، اعتادت على جلساتها الوزارية الطارئة في القاهرة، لمناقشة الوضع في سوريا، أو لتوجيه رسائل وتهديدات، قد لا تطيقها الدول العربية مجتمعة.
غير أن إعلاء الصوت على سوريا، بتهديدها بتعليق عضويته في الجامعة العربية، أو لناحية دعوتها إلى حوار في غضون خمسة عشرة يوماً، أمر توقف عنده العديد من المراقبين، فربط الدعوة بأيام، هي بمثابة تهديد في اللغة الدبلوماسية.
لغة التهديد تلقفتها سوريا، ورأت فيها تحريضاً وتشويهاً للحقائق، حيث أكد السفير يوسف أحمد بأن بلاده دولة مستقلة وذات سيادة، تقودها سلطة قادرة على حماية البلاد.
تأكيد جاء ليضع النقاط على الحروف، خصوصاً بعدما تصاعدت توترات المنطقة، وشهدت دخولاً أميركياً مباشرة على خط العلاقات بين أبناء الأمة الواحدة والوطن الواحد.
وفيما تجنبت الجامعة العربية الحديث عن سياسة الإصلاح التي تتنهجها دمشق، وآخرها القرار بالإعداد لدستور جديد للبلاد، شكلت لجنة عربية مهتمها التواصل مع القيادة والمعارضة في سوريا.
لجنة كانت ممكن أن تكون حيادية، لولا إسنادها إلى دولة قطر، لتصب الزيت على النار، خصوصاً وأن دمشق تتهم الدوحة بلعب دور منحاز سياسياً وإعلامياً في الأحداث السورية.
أحداث دخلت مرحلة جديدة، بعد فشل المشاريع الدولية في مجلس الأمن، لتتصدر بعض الدول العربية والإقليمية لائحة الداعين الى فرض عقوبات على سوريا، ما قد يؤدي الى تفتيت الجامعة العربية، نظراً إلى وجود دول عربية عديدة ترفض الأحكام المستندة إلى مشاهد على الإنترنت، مشكوك في صحتها، وإلى موت مواطنين، عادوا وظهروا على شاشات التلفزة.