كتب بتاريخ 3-9-2011
بعد ثلاثة وستين عاماً على إنشاء الكيان الصهيوني، استفاق الجمهور الإسرائيلي على واقع إقتصادي ومعيشي متردٍ، مختلفٍ عما تصوره له قياداته المتعاقبة منذ ذلك الحين.
بعد ثلاثة وستين عاماً على إنشاء الكيان الصهيوني، استفاق الجمهور الإسرائيلي على واقع إقتصادي ومعيشي متردٍ، مختلفٍ عما تصوره له قياداته المتعاقبة منذ ذلك الحين.
فمعضلة الأمن يبدو أنها لم تعد تستهوي الجمهور
الإسرائيلي، الذي خرج في تظاهرات معيشية، كانت شرارتها أزمة السكن وغلاء المعيشة.
وبدلت حركة الإحتجاج هذه أجندة المجتمع الإسرائيلي،
اذ بات يقدم إهتماماته المعيشية على أولويات حكوماته العسكرية، ما أوجد هوةً يصعب ردمها
بين الطرفين.
كما أن دعوة المحتجين إلى دولة تؤمن رفاهيتهم
وعدالتهم الإجتماعية، تتطلب اموالاً قد لا تتوفر لدى حكومة تل أبيب نتيجة أزمتها الإقتصادية،
وهو ما قد يدفع بالقيادة الصهيونية إلى إعادة النظر بالنفقات، ومنها تلك التي تتصل
بالأمن ومخصصات الاستيطان.
لكن الأمر الجدير بالإهتمام في هذه التحركات
هو دعوة المحتجين إلى وقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، حيث يرون أن الإنفاق
الحكومي على توسيع البناء في المستوطنات، هو ما أدى إلى تقليص بناء المساكن داخل مدن
الخط الاخضر ، المحتلة منذ عام 48 .
وليس من الواضح ما قد تؤسس عليه ما سمي
"ثورة الخيام" من تداعيات تطال مجملَ الكيان الإسرائيلي. غير أن الجلي هو
أن الكيان الذي لطالما شكلت تعقيداته الداخلية إرتكازاً تنطلق منها سياسياتُه الخارجية،
قد يضطر إلى اعطاء مزيد من الاهتمام بالداخل، ولكن هذه المرة من منطلق الانكفاء عن
سياسة التوسع التي ينضب معينها الايديولوجي باستمرار ..
وأمام ضيق خيارات كيان العدو للخروج من أزمته،
قد تجد القيادة الإسرائيلية بالتحركات الداخلية، وبالمتغيرات الدولية فرصة للهروب إلى
الأمام عبر افتعال حرب، تعيد خلط الأوراق في الداخل الإسرائيلي، وفي المنطقة أيضاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق