الجمعة، 2 مارس 2012

العدو والخوف من الحرب


كتب بتاريخ 6-9-2011
في واقع عربي يشهد تغيرات تسارعت خطاها حتى بلغت الأراضي المحتلة، وطفت على الواجهة فيه سيناريوهات معركة مع كيان العدو، بات الحديث عن حرب شاملة في تل أبيب من المحرمات، بعد أن كان حديث سياسي الكيان الاسرائيلي وعسكرييه.
فالدولة العبرية التي امتهنت لغة التهويل بالحروب والتهديد بها، يبدو أنها أصبحت عاجزة حتى عن التفكير بهذا الأمر، بعدما ضربت عملية إيلات الأخيرة العمق الأمني الصهيوني، وبات أمام فرضيات هجمات شبيهة لها، تغذي مشاعر نقمة الجمهور الإسرائيلي على حكومته.
فالربيع العربي قد يتحول إلى شتاء قاسياً على الكيان الإسرائيلي بحسب تعبير قائد الجبهة الداخلية. شتاءٌ بدأت ملامحه الأولى تظهر في القاهرة، بعد سقوط نظام حسني مبارك، وهجوم المصريين على السفارة الإسرائيلية، في مشهد لطاما شكل كابوساً لدوائر صنع القرار في تل أبيب وواشنطن.
حالةُ الذعر هذه، وأمام ازدياد قوة حركات المقاومة في لبنان وغزة، تحول إلى أرق أنهك الجسد الصهيوني المتهالك بفعل مغامراته العسكرية، وبات أمام كابوس مرعب، يصفه بالحرب الشاملة.
وأمام تصاعد الحديث حول حربٍ شاملة من قبل جنرالات العدو، إضافة إلى بركان داخلي يثور بوجه حكومة بنيامين نتنياهو، وجدت القيادة السياسية بإلتزام التهدئة، ونفي اي خطر لحرب وشيكة، سبيلاً قد يحفظ تماسك الكيان، الإجتماعي والإقتصادي.
وفي الأمم المتحدة تبدو المواجهة السياسية أكثر وضوحاً، مع ذهاب السلطة الفلسطينية إلى هذه المنظمة الدولية للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية، في خطوة تعد لها الحكومة الاسرائيلية العدة سياسياً وعسكرياً.
ويسعى جيش الاحتلال إلى تجنب شرب كأس مواجهة احتمالاتها مفتوحة مع مدنيين في الأراضي الفلسطينية وعلى الحدود مع لبنان وسوريا، قد يتظاهرون دعماً للتوجه إلى الأمم المتحدة، ما قد يضيق الخناق على هذا الكيان، الذي لطالما تبتاهى بقدرته على الردع، وعلى قمع المتظاهرين من دون حسيب ولا رقيب.
===
بين مخاوفه من اندلاع حرب شاملة، وسعيه إلى عدم تسخين جبهته الداخلية، يعيش الكيان الإسرائيلي حالة من الذعر لما ستحمل إليها الأيام القادمة، خصوصاً مع قرب استحقاق الأمم المتحدة، وفقدان تل ابيب أبرز حلفاءها في المنطقة.
وبعدما فقد الجيش الإسرائيلي ميزته الذي تباهى بها بقدرته على الردع، خرج قائد الجبهة الداخلية ليتحدث عن شتاء قاسٍ يتعرض له الكيان الإسرائيلي.
ويقول ايال ايزنبرغ: قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية
// التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط تطرح على المدى البعيد احتمال نشوب حرب شاملة، وحتى حرب عامة تصل إلى استخدام أسلحة دمار شامل //
وإضافة إلى هذا السيناريو، يتحدث الجيش الإسرائيلي عن امكانية اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية وعلى الحدود مع لبنان والأراضي المحتلة، حيث اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان السلطة الفلسطينية بالتحضير الى ما وصفه بحمام دم غير مسبوق.
ودعا رئيس لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية في الكنيست شاؤول موفاز إلى استدعاء جنود الإحتياط.
وأثارت هذه التصاريح جدلاً واسعاً لدى قيادة العدو، استدعت تدخلاً من وزير الحرب ايهود باراك، نافياً خلال جولة له في هضبة الجولان المحتلة وجود أي خطر لحرب وشيكة، وقال باراك إن أعداء كيانه لن يجرؤا على استخدام أسلحة دمار شامل ضده.
كلام باراك دعمه مسؤول الشؤون السياسية والإمنية في وزارة الحرب عاموس جلعاد، الذي زعم أن الوضع الإسرائيلي ممتاز من الناحية الأمنية، وأعلن أنه لا يوجد احتمال حول استخدام أسلحة دمار شامل ضد كيانه.
واشترت قوات الإحتلال آلاف الخوذات والدروع، إضافة إلى كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع، فيما أشار قائد وحدة المشاة والمظليين إلى أن الجيش سيستبعد الرصاص المصاصي، وسيطلق الرصاص الحي على المتظاهرين المحتملين، إضافة إلى استخدام جهاز يصدر صوتاً عال ومؤلم، يدفع بالمتظاهرين إلى التراجع، وفق ما تأمله قيادة العدو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق