الجمعة، 2 مارس 2012

الأزمة المالية العالمة وانهيار اليورو


كتب بتاريخ 8-12-2011
أيام حاسمة يمر بها إتحاد الدول الأوروبية، تحدد مصيرها، بين إنهيار منطقة اليورو، وبين إعادة إطلاق الدورة الإقتصادية في بلدانها، بعدما استحكمت بها الأزمات، وباتت تهدد إقتصاديات دول كبرى داخل القارة العجوز.
فبعدما كان الإتحاد الأوروبي مثالاً للإندماج الإقتصادي لدول ذات الإقتصاد الحر، بات يعيش في وضع خطير، يهدد بإنفجاره، وبخطر تفكك دوله، كما قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
ويقول 1- نيكولا ساركوزي: الرئيس الفرنسي
//لم تكن اوروبا ضرورية كما هي اليوم ولم تكن في خطر كما هي اليوم ولم يكن خطر تفكك اوروبا كبيرا كما هو اليوم //
تصاعد الحديث عن إنهيار وشيك لمنطقة اليورو، أمر لا تريد الحكومات الأوروبية البحث به، وجاء بعدما أخفق الإتحاد في ايجاد سياسة مالية موحدة لبلدانه، بهدف إدارة الازمات المتنقلة التي بدأت في اليونان وامتدت إلى أكثر من دولة.
ويقول جوزيه مانويل باروزو: رئيس المفوضية الاوروبية
// علينا ان نبذل معا، الاتحاد الاوروبي بكامله، كل الجهود لضمان عدم العودة عن اليورو. وهناك هناك في قلب الأزمة مشكلة ثقة ومصداقية، لهذا السبب نريد ان يكون هناك المزيد من التطابق في المواقف والمزيد من الانضباط في الميزانية //
وفي سبيل تحقيق وحدة الموقف للدول الأوربية، تجتمع الدول الأوروبية وعلى طاولتها سلة حلول، قد تعيد إلى الإتحاد الأوروبي بريقه، أبزرها تغيير المعاهدة الأوروبية، وفرض عقوبات على الدول المتساهلة في ميزانيتها، وزيادة إمكانات الصندوق الأوروبي للإستقرار المالي.
وفي إيطاليا، حيث الأزمة طرقت أبوابها، حط وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر داعماً لرئيس الحكومة ماريو مونتي، ومشدداً على أن تعزيز اليورو مصلحة أميركية.
ويقول 3- تيموثي غايتنر: وزير الخزانة الأميركي
// السيد مونتي التزم ببرنامج قوي للغاية للإصلاح الاقتصادي لاستعادة الثقة وتعزيز الاستقرار في إيطاليا، ولديه مصداقية كبيرة ليس في اوروبا وحدها ولكن في واشنطن ونيويورك وعلى مستوى العالم //
وشهدت إيطاليا وعدد من الدول الأوروبية احتجاجات شعبية على الخطط الإقتصادية المعتمدة لحل الأزمة بها، على خطط التقشف الحكومية، وعلى ضخ السيولة في الأسواق لدعم المصارف، في وقت ترتفع البطالة تدريجياً، وتنذر بتحركات شعبية أشد.
=====
كتب بتاريخ 17-11-2011
الليبرالية الحديثة تجدد نفسها دائماً، مقولة يبدو أنها لم تعد ملائمة للأزمات في بلدان الإتحاد الأوروبي، بعد إخفاقات السياسات الرأسمالية في انتشال إقتصادياتها من دائرة الخطر.
خطر لامس حدود انهيار منطقة اليورو جراء تداعيات الأزمة اليونانية، وطال الإقتصاد الإيطالي، كمؤشر على انتشار العدوى إلى دول مجموعة السبعة الصناعية العظمى.
ويقول ماريو مونتي: رئيس الوزراء الإيطالي
// مستقبل اليورو يعتمد أيضا على ما ستفعله ايطاليا خلال الاسابيع القليلة المقبلة، والحكومة الجديدة في ايطاليا ستتخذ اجراءات تقشف بالتوازي مع النمو والتكافؤ. كما أنه يتعين الكف عن اعتبار ايطاليا الحلقة الضعيفة في اوروبا، والا فإننا نجازف بأن نصبح شركاء في تصور تؤسس له بلدان، لا تريد رؤية ايطاليا قوية//
وفي الوقت الذي كان يتحدث فيه مونتي عن وضع خطير في أوروبا، تحولت شوارع روما وميلانو وتورينو وغيرها من كبرى المدن الإيطالية، إلى مواجهات بين متظاهرين منددين بالحكومة الجديدة، والشرطة، ما ادى إلى سقوط عدد من الإصابات، وقال المشاركون إن رئيس الحكومة الجديد سيجعل جميع الإيطاليين متسولين.
وتحت شعار أسقطوا حكومة الاشتراكيين والمحافظين والفاشيين، سار آلاف اليونانيين في تظاهرات لم تخلو من مواجهات مع الشرطة، في مسيرات سنوية تشهدها البلاد بذكرى اسقاط الدكتاتورية العسكرية المدعومة أميركاً في العام أربعة وسبعين.
وندد المشاركون بإجراءات التقشف الحكومية التي تسعى إليها الحكومة اليونانية، بهدف الحصول على قروض دولية يمكن ان تنقذ البلاد من الإفلاس، وقد تسهم في تخطي منطقة اليورو أحد أقسى أزماتها المالية.
وعلى وقع هذه التظاهرات الشعبية، جدد صندوف النقد الدولي الضغط على الحكومة اليونانية، للقبول بشروطه المرفوضة شعبياً، قبل تقديم مزيد من المساعدات لأثينا، ومحذراً من حجب بعض المبالغ المالية على الحكومة في اليونان.
وفي نيويورك حيث المركز المالي العالمي، منعت القوى الأمنية متظاهرين حركة احتلو وول ستريت من الوصول إلى البورصة في المدينة، واعتقلت العديد من المشاركين فيها.
ويحتج مواطنون أميركيون على عدم تكافؤ الفرص الإقتصادية، وعلى خطط إنقاذ المصارف، المتبعة من قبل الإدارة الأميركية للنهوض من الازمة المالية، والتي ساهمت بعودة الأرباح الطائلة للبنوك، في حين تشهد البلاد ارتفاعاً في معدلات البطالة فيها.

صفقة عسكرية أميركية سعودية


كتب بتاريخ 30-12-2011
صفقة نهاية العام بين الولايات المتحدة والسعودية، بقيمة أكثر من تسعة وعشرين مليار دولار ...
هذه الصفقة عدت من أهم الصفقات السلاح الأميركية، وتشمل على بيع الرياض أربعة وثمانون طائرة أف خمسة عشر، إضافة إلى تطوير الموجود لديها من النوع ذاتيه، وعددهم سبعون طائرة، يتزود وفق الصفقة بواريخ مضادة للإشعاع، وذخائر وخدمات لوجستية عدة.
وبالنسبة إلى أميركا، التي تعاني ركوداً إقتصاديا، وتراجع معدل البطالة، شكلت هذه الصفقة هدية الأعياد من الرئيس باراك اوباما إلى الأميركيين قبل انتخابات الرئاسة، كونها ستوفر خمسين ألف وظيفة، إضافة إلى ثلاثة مليارات ونصف المليار دفعة سنوية للإقتصاد الأميركي، على مدى ما يقارب العشرين عاماً، مدة العقد.
فالعين الأميركية على إقتصادها، رافقها أخرى على المنطقة، بما تشهده من صحوة شعبية، فجاءت هذه الصفقة الاستراتيجية لضمان القدرات العسكرية لحلفاء واشنطن في الخليج، بشرط عدم تأثيرها على التطور النوعي العسكري للكيان الإسرائيلي.
ويقول اندرو شابيرو: مساعد وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون السياسية والعسكرية
// هناك مخاطر عدة في الشرق الاوسط الآن، من الواضح أن أحد المخاطر التي يواجهها السعوديون ودول أخرى في المنطقة هي ايران. لكن هذه الصفقة ليست موجهة ضد ايران وحدها، بل الهدف منها هو الوفاء بالاحتياجات الدفاعية لشريكتنا السعودية. //
وتعد السعودية اكبر مشتر للأسلحة الأميركية منذ العام ألفين وسبعة حتى نهاية الألفين وعشرة، باتفاقات بلغت ما يقارب الأربعة عشرة مليار دولار أميركي، استخدمتها واشنطن في انعاش اقتصادها، وفي دعم المنتجات العسكرية الأميركية.
وستبدأ الرياض بتسديد أولى الدفعات المتوجبة عليها خلال الأسابيع القليلة القادمة، فيما ستسلم أولى الطائرات في العام ألفين وخمسة عشر، وسيتم تحديث الطائرات الموجودة لدى السعودية والمتفق عليها في العقد خلال العام ألفين وأربعة عشر.
ولدى السعودية أكثر من ثمانين طائرة اف خمسة عشرة من طراز إي، وإثنان وسبعين طائرة هجومية من طراز سي، ويبدو أنها التي تنوي السعودية تطويرها، والطائرات الجديدة والمنوي شراءها في الصفقة، من نوع اس إي  وهي طائرات مقاتلة.

مفاوضات تحت النار في أفغانستان


كتب بتاريخ 6-1-2012
مفاوضات تحت خط النار بين الإدارة الأميركية وحركة طالبان في أفغانستان.
فعام المفاوضات الأطلسية افتتح على مقتل عشرة جنود من جنسيات مختلفة، في عبوات مجهولة المصدر جنوب أفغانستان حيث المعقل الأساسي لمقاتلي حركة طالبان.
رسائل العبوات الناسفة تزامنت مع إعلان الرئيس حميد كرزاي عن طلبٍ لطالبان، بنقل معتقل غونتانامو إلى قطر.
وفيما ليس من الواضح الهدف من هذه العبوات الناسفة، يرى مراقبون أن هذه الهجمات هي رسائل طالبانية تهدف إلى تحسين ظروف التفاوض مع أميركا، لا سيما بخصوص معتقل غوانتانامو، فيما يشير آخرون إلى أجنحة داخل طالبان تعارض أصل المحادثات مع واشنطن، ولا ترى بديلاً عن حمل السلاح.
وفي أفغانستان أيضاً شبكة حاقاني، الغائبة عن طاولة المفاوضات حتى الآن، ما دفع بالعديد من المعلقين الأميركيين إلى التشكيك بجدوى المحادثات مع طالبان، بعد عشر سنين من الحرب.
غير أن الغائب الأكبر عن المفاوضات ظاهرياً، هو الرئيس الأفغانس حميد كرزاي، صاحب فكرة المصالحة مع طالبان وإعادة دمجها في المجتمع الأفغاني بعد تخليها عن السلاح.
مسؤول حكومة أفغاني أشار إلى عدم ارتياح كرزاي من استبعاده عن طاولة المفاوضات، وقال إن كرزاي يوافق على مبدأ هذه المفاوضات الثنائية، لكنه لا يدعهما.
فساحات الحرب الأفغانية، كلفت حلف شمال الأطلسي خسائر مادية لا تقدر، إضافة إلى خسائر بشرية بلغت ما يقارب الألفين وتسعمئة جندي، معظمهم اميركيين، إضافة إلى آلاف الجرحى.
هذه الخسائر الأطلسية دفعت بالقيادة الأميركية والأطلسية إلى إعتماد الحوار سبيلاً لتأمين انسحاب هادئ من أفغانستان بعد عامين، إضافة إلى أن وجود اتفاق سياسي مع طالبان، يتيح للرئيس باراك أوباما، الوفاه بوعده بسحب القسم الأكبر من جنوده في العام ألفين واربعة عشر.

سوريا في مجلس الأمن


كتب بتاريخ 1-2-2011
من حيث انتهت جلسة مجلس الأمن الدولي، بمشادة كلامية بين سوريا وقطر، ظن العديد أن مواجهة قد بدأت في نيويورك لتنسحب إلى مناطق أخرى، غير أن لغة التسويات عادت لتطفو على الواجهة، بعدما أيقن الجميع أن اللعبة تغيرت.
فالمجتمع الدولي لم يعد موحداً خلف قيادة الولايات المتحدة، التي أخفقت في التوصل إلى قرار ضد سوريا، وسط مؤشرات لقيام نظام عالمي جديد، بحسب محللين سياسيين.
تراجع اللاعبين الدوليين الغربيين في عدد من الملفات، دفعهم إلى تبني خيار التسوية في سوريا للتوصل إلى حل يبعث بالأمل، على حد تعبير وزير الخارجية الفرنسي.
ويقول آلان جوبيه: وزير الخارجية الفرنسي
// للمرة الأولى وبدون أن أكون متفائلاً بشكل مفرط، لا بد من تسجيل بأن موقف روسيا ودول مجموعة البريكي كان أقل سلبية، وسنعمل بالتالي في الايام المقبلة لمحاولة الوصول الى نص يتيح للجامعة العربية التركيز بشكل كامل على البحث عن هذا الحل، هناك نافذة أمل//
وفي مجلس الأمن نقاشات بالجملة، وسعي غربي محموم إلى إحتواء الأفكار الروسية، وإدراجها في أي قرار دولي قد يصدر.
وأعلن المندوب الروسي في مجلس الأمن فيتالي تشوركين أن بلاده ستصوت ضد أي قرار تعتبره غير مقبول، لأن من يرحل أو يأتي في دمشق أمر يقرره السوريون كما أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخراً.
وفي وقت تشير تطورات السياسة الدولية إلى فقدان الدول الغربية لقدرتها على التأثير القوي في مجريات الأحداث في الشرق الأوسط، حذر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي المعارضة السورية من الوقوع في وهم، بأنه لو نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن ففي ذلك عصا سحرية.
وفيما أكد العربي في مقابلة صحافية أن ما تريده الجامعة العربية هو الوصول عبر عملية سياسية إلى مصالحة وطنية في سوريا، أشار نائبه أحمد بن حلي إلى أن الجامعة ملزمة بحل عربي للأزمة في سوريا بعيداً عن أي تدخل خارجي.
وكان رئيس الحكومة القطرية حمد بن جاسم قد تحدث في جلسة مجلس الأمن عن ضغوط إقتصادية على دمشق، واستبعد فكرة التدخل العسكري في سوريا.
=============
كتب بتاريخ 26-1-2011
بعدما بات الظهور المسلح لمجموعات في سوريا، سمة طبعت المشهد الميداني في أثر من منطقة، تقدم الحل الأمني كخيار فرضته الضرورة، إلى جانب الحلول السياسية.
فالمجموعات المسلحة أصبحت حقيقة واضحة في سوريا، أكده المراقبون العرب، وعدسات وكالات الأنباء الدولية، التي عرضت هذه المشاهد في منطقة دوما القريبة من العاصمة دمشق.
وفي منطقة الغوطا القريبة من دوما، قام الجيش السوري والقوى الأمنية بعملية تطهير واسعة، وصفتها مصادر للمنار بالناجحة، للقضاء على أي مظهر مسلح خارج سيطرة الدولة، وعثرت القوى الامنية خلال حملتها على كميات كبيرة من الأسلحة واملتفجرات والسيارات والملابس العسكرية.
وبعد شيوع الخبر، زار وفد من المراقبين العرب منطقة المواجهات، واطلع على حقيقة الأوضاع هناك، من دون أن يصدر اي تصريح عن هذا الوفد، بحسب مصادر للمنار.
واستأنف المراقبون العرب عملهم في سوريا على الرغم من انسحاب رفاقهم الخليجيين، على الرغم من تواصل الحملة الإعلامية المشككة بمهمتهم، خصوصاً بعد صدور التقرير الأول الذي جاء عكس ما كانت تهواه دول وجهات عدة.
تأكيد تقرير اللجنة العربية وجود مجموعات مسلحة تمارس أعمال القتل بأكثر من منطقة، لم يصل إلى مسمع الأمين العام للجامعة العربية، الذي طالب في بيان الحكومة السورية فقط بالإمنتاع عن أي تصعيد أمني او عسكري، تماشياً مع تصريحات دول عربية وغربية.
وفيما اعلن العربي توجهه إلى نيويورك برفقة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، لطلب المصادقة الدولية على مبادرة الوزراء العرب، جاء الموقف من موسكو بالتأكيد على الحل السوري للأزمة في بلادهم، بحوار بين الحكومة والمعارضة من دون تدخل أجنبي.
موقف روسيا ليس بجديد، بل أن اهميته تكمن بأن الوزير سيرغي لافروف أبلغغ هذا الأمر هاتفياً لنبيل العربي، قبل ذهابه إلى نيويورك، في رسالة فسرت على أن الفيتو الروسي جاهز، متى واصل الغرب سياسته الأحادية في سوريا وغيرها.

سوريا والدول العربية





كتب بتاريخ 12-1-2011
رسائل عديدة وجهها الرئيس السوري بظهوره وسط الجماهير، في مشهد أعاد بوصلة الأحداث السورية باتجاه الطريق الصحيح، طريق الإصلاح والإستقرار كما تريد دمشق.
فالمؤامرة أشرفت على نهايتها على ما يقول الرئيس بشار الأسد.
فسوريا التي تعرف من أين تؤكل الكتف، تنطلق من رؤيتها إلى جملة معطيات، أبرزها الصمود الشعبي السوري بوجه المخططات الغربية، لإحداث حرب أهلية في بلادهم، يضاف إليها إفلاس وسائل الضغط الغربي والعربي عليها، بعد وضوح حجم الفبركات السياسية والإعلامية.
الهجمة الإعلامية على سوريا لم تسلم منها بعثة المراقبين العرب، التي أصابتها سهام التشكيك منذ بداية عملها، وصولاً إلى بث أخبار كاذبة عبر وسائل إعلامية معروفة، هدفها النيل من عمل البعثة.
ونفى رئيس بعثة المراقبين الفريق أول محمد أحمد الدابي التصريحات التي أدلى بها المراقب الجزائري المستقيل أنور مالك، والتي قال فيها إنه رأى جثثاً جلدها مسلوخ ومعذبة بشكل بشع.
وأكد الدابي أن مالك منذ أن تم توزيعه ضمن فريق حمص لم يغادر الفندق طيلة ستة أيام، ولم يشارك اعضاء الفريق النزول الى الميدان متعللا بمرضه.
دبلوماسي عربي ذكر أن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم يقود خطة لإفشال مهمة بعثة المراقبين، والهدف رمي الأزمة السورية إلى الملعب الدولي، حيث لعبة المصالح الأممية.
فمصالح موسكو فوق أي اعتبار، بحسب رئيس الوزراء الرويس فلاديمير بوتين، الذي توعد بالرد على أن عمل غربي أحادي، لا يأخذ بعين الاعتبار مصالح بلاده.
ومن جهته، أبلغ المبعوث الصيني للسلام في الشرق الأوسط وو سيكه من جهته الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي رفض بكين إحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي.
ويقول وو سيكه: المبعوث الصيني

// موقف الحكومة الصينية من الأزمة في سوريا يتمثل بدعوة كافة الفرقاء إلى وقف كافة أشكال العنف، والقيام بعملية حوار سياسي يشترك فيه جميع الأطراف السورية، للوصول إلى تسوية في إطار الجامعة العربية.//
وفي الجامعة العربية تجاذبات حول الموقف من سوريا، بين محور يسعى إلى إطالة أمد الأزمة، مراهناً على جيوش أطلسية، وآخر يوصف حقيقة الاوضاع على الارض.
ووفق وزير الخارجية الحزائري مراد مدلسي، هدوء في أغلب المحافظات، وحكومة اتخذت خطوات لنزع فتيل الازمة، من جهة، ومعارضة مستمرة في تسليح نفسها، أمر قد يدخل الجميع في دوامة العنف من جهة أخرى.

====
كتب بتاريخ 30-12-2011
ضغوط سياسية ودبلوماسية تمارس على سوريا في العلن، وخططٌ تُعد في الخفاء وسراً، كانت للأمس بعيداً عن وسائل الإعلام.
مجلة فورين بوليسي FOREIGN POLICY الأميركية، والتي تعني بالسياسة الخارجية لواشنطن، كشفت أن إدارة الرئيس أوباما بدأت بإعداد خطط في الخفاء لمساعدة ما تسمى المعارضة السورية بشكل مباشر.
فواشنطن التي أسندت الملف السوري إلى دول عربية وإقليمية، أيقنت بحسب تقرير المجلة أن العقوبات المالية التي فرضت على أشخاص في القيادة السورية لم تأتي ثمارها، ولهذا راحت تبحث عن وسائل تدعم بها المعارضة بشكل مباشر، والهدف معاقبة النظام السوري لمواقفه السياسية في المنطقة.
تقرير المجلة الأميركية أشار إلى إن مسؤولين من مختلف الاجهزة، يقومون بدراسة تحت اشراف مجلس الامن القومي الاميركي، لفرض حظر طيران في المنطقة الشمالية لسوريا، وتعزيز سبل دعم ما يسمى بالمجلس الوطني المعارض.
الخطط السرية لواشنطن، جاءت لتضرب بعثة المراقبين العرب في سوريا، الساعين بهدف البروتوكل الموقع إلى الوقوف على حقيقة الأوضاع على الأرض، بعدما تضاربت الأخبار وتعارضت، في ظل ضخ إعلامي وصل إلى حد التحريض الطائفي، بانت نتائجه في أكثر من منطقة سورية.
الكشف عن تقرير مجلة فورين بوليسي FOREIGN POLICY الأميركية جاء بعد مؤشرات ايجابية صدرت عن المراقبين العرب، تؤكد التعاون السوري الكامل مع عمل البعثة، بما يقتضيه البروتوكول الموقع، خلافاً لهوى واشنطن.
فالبعثة العربية نعتها الدول الغربية باكراً، بدءاً من التصريحات القرنسية، وصولاً إلى حديث مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جفري فيلتمان، المشككة بالإيجابية التي أبداها المراقبون العرب في جولاتهم، فالمهم ليس ما يقوله اعضاء البعثة في بداية مهمتهم، بل نتيجة التقرير الذي سيرفع الى الجامعة الشهر المقبل، بحسب فيلتمان.
حملة التصويب الغربية على عمل البعثة، والخطط الأميركية السرية، قابلها تمسك سوري وصيني وروسي بعمل البعثة، على أنه أحد الحلول الممكنة للتوصل إلى حل ما للأزمة في سوريا، مع تمسك القيادة هناك بالإصلاحات وبالحوار سبيلاً أساسياً للحفاظ على استقرار البلاد، بعدما أمعنت التدخلات الخارجية تمزيقاً به.


=====
كتب بتاريخ 16-11-2011
في مشهد غابت عنه سوريا، اكتملت حلقة الضغط السياسي في الرباط، أملاً بانتزاع تنازلات سورية في أكثر من منطقة، بعدما اخفق قرار وزراء الخارجية العرب الأخير بتحقيق مراده.
الإدارة الأميركية التي ما غابت عن الملف السوري، حضرت وبقوة في الاجتماع الوزاري العربي، من باب الداعم للقرارات العربية بوجه سوريا، بعد اصطدام الدبلوماسية الأميركية بحائط روسي صيني، منعها من استخدام مجلس الأمن منصة لتشريع التدخل الغربي بالشؤون السورية.
وظهر إلى الواجهة تباين عربي تجاه الموقف من سوريا، حيث أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن الطرح القطري لتجميد عضوية سوريا لم يأخذ وقته من النقاش باجتماع القاهرة، ما دفع بالعديد من الدول إلى مراجعة موقفها بحسب هذه المصادر.
وتتزعم هذا التوجه مصر والجزائر التي دعت إلى لجنة قانونية تنظر في قانونية القرار المتخذ بتعليق عضوية سوريا باجتمعات الجامعة العربية، خصوصاً بعد تجاهل اللجنة العربية الدعوة السورية إلى زيارة دمشق.
وحضرت تركيا في الرباط، بالمنتدى العربي التركي، الذي دعا بيانه الختامي إلى حل للازمة السورية بدون أي تدخل اجنبي، وإلى اجراءات لم يسمها عاجلة لحماية المدنيين في سوريا.
ولم يخل هذا المنتدى من  تصريحات لوزير الخارجية التركي أحمد داوود أغلو، ينتقد فيها سوريا.
ويقول أحمد داوود أغولو: وزير الخارجية التركي
// لا بد من بذل ضغوط أكبر وأقوى على النظام السوري. نحن بحاجة إلى أي شيئ يمكنه إيقاف هذه الاتراتيجية المستخخدمة من قبل النظام السوري ومؤيديه //
والغائبة الأكبر في اجتماع الرباط، هي الإصلاحات التي تجريها القيادة السورية، وآخرها إطلاق سراح ألف ومئة وثمانين موقوفاً تورطوا بالأحداث الأخيرة في البلاد، يضافوا إلى مئات الموقوفين الذين أطلق سراحهم قبيل عيد الأضحى المبارك.
خطوة تقول دمشق إنها تأتي في إطار معالجة الأزمة وفق بنود المبادرة العربية، في إطار الدبلوماسية الهادئة التي تحدث عنها وزيير الخارجية السوري وليد المعلم، وليس في إطار الإستجابة للضغوط الخارجية.
==========
كتب بتاريخ 11-11-2011
في وقت كثر الحديث عن جهات تسعى إلى إفشال المبادرة العربية، سعياً لتدويل الأزمة في سوريا، لا تزال الحكومة في دمشق تشدد تمسكها بالمبادرة، كأحد وجوه التضامن العربي.
وبانتظار ما سيؤول إليه اجتماع السبت الوزاري بالقاهرة، تقدمت الحكومة السورية بمذكرة رسمية إلى الأمانة العامة للجامعة العربية تضمنت ترحيبها وتعاونها التام مع زيارة بعثة من الجامعة إلى سوريا.
وأكد المندوب السوري في جامعة الدول العربية يوسف أحمد في تصريحٍ لوكالة الأنباء السورية أن بلاده ملتزمة بخطة العمل العربية وهي جادة في تنفيذ بنود الخطة.
ولفت السفير أحمد إلى أن بلاده كانت قد دعت الجامعة العربية منذ قرابة الشهر إلى التواجد على الأرض والإطلاع على حقيقة ما يجري بعيداً عن عمليات التحريض السياسي والتزوير الإعلامي.
واعتبر أن دعوة واشنطن المسلَّحين إلى عدم تسليم أنفسهم، ووَصْفَ باريس المبادرة العربية بالميتة يشكِّلان دليلاً قاطعاً على تورُّط هذه الأطراف في تأجيجِ الأوضاعِ داخل سوريا ورفضها أيَّ دورٍ عربي ايجابي.
ولا تزال أطرافاً في المعارضة السورية، ترفض الحوار وتحمل القيادة السورية مسؤولية ذلك، في تحايل واضح حول للمبادرة العربية، خصوصاً مع تصاعد حديث معارضة الخارج عن تدخل عسكري غربي في سوريا، ترفضه المعارضة السورية في الداخل، ويستبعده الأوروبيين الغارقين بأزمتهم المالية المتنقلة بين دول اتحادهم.
المساعي الهادفة إلى إفشال المبادرة العربية، تزامنت مع اعترافات جديدة عرضها التلفزيون السوري، قيل فيها إن المجموعات المسلحة قتلت وخطفت مواطنين بهدف الضغط على الجامعة العربية لاتخاذ مواقف ضد سوريا.
وشهدت جمعة تجميد العضوية كما أُطلق عليها، تظاهرات عديدية وفق مصادر المعارضة السورية، في وقت تحدثت وكالة الأنباء السورية عن سقوط ضحايا مدنيين بين قتيل وجريح برصاص مجموعات مسلحة في محافظتي حماة وحمص، بينهم عدد من الأطفال
وفي استعادة لمشهد الإغتيالات التي استهدف عدداً من النخبة الثقافية في سورية، إضافة إلى نجل االمفتي أحمد بدر الدين حسون سارية، أشارت وكالة سانا إلى استشهاد مهندس في معرة النعمان، أثناء عودته إلى منزله.
وفككت قوات الهندسة السورية عبوة معدة للتفجير، تزن خمسة كيلوغرامات في دير الزور، وأوضح مصدر أن هذه العبوة مجهزة بصاعق ودارة تحكم عن بعد.
========
كتب بتاريخ 7-11-2011
بعدما حددت القيادة السورية مرتكزات صمود البلاد بوجه كل ما يحاك ضدها، شكل خطاب الرئيس الأسد في محافظة الرقة نقطة تحول في المشهد السياسي في سوريا، ورسالة متعددة الاتجاهات.
فخطاب مشهد الرقة الجامع والوطني، الذي شدد على أن أساس صمود سوريا هو وقوف الشعب السوري ضد الفتنة والتدخل الخارجي، أعقبته الحكومة السورية برسالة مباشرة إلى دول ومنظمات أممية، تتهم الولايات المتحدة بالتورط بالأحداث السورية.
التورط الأميركي ظهر بعد دعوة واشنطن المسلحين إلى عدم تسليم أسلحتهم للسلطات، أمر رأت فيه الخارجية السورية، محاولة لتعطيل عمل الجامعة العربية ومبادرتها، التي تعمل على وضع حد للأزمة في سوريا، واستعادة الأمن والاستقرار للمواطنين.
وأكد الوزير وليد المعلم في رسالته تعامل دمشق الإيجابي مع المبادرة العربية، وبذلها كل الجهد لتطبيقها، داعياً إلى توفير البيئة المناسبة من أجل تنفيذ الإتفاق بين سوريا والجامعة العربية.
وفي القاهرة، حيث يستعد العرب لاجراء اجتماع على المستوى الوزاري، أعلنت الجامعة العربية تسلمها رسالة بعث بها وليد المعلم، تتضمن الاجراءات التي قامت بها الحكومة السورية لتنفيذ خطة العمل العربية.
غير ان إخراج دمشق للازمة السورية من دائرة التدويل، يبدو انه أحرج العديد من الجهات خصوصاً الأوروبية منها، التي استحضرت لغة العقوبات، في اجراء هادف إلى ممارسة ضغوط، تنتزع من سوريا نتازلات في ملفات اخرى.
ويقول آلان جوبيه: وزير الخارجية الفرنسي
// سوف نناقش مع حلفائنا الاوروبيين إحتمال زيادة العقوبات على سوريا، فرضنا عدداً من العقوبات وسوف ندرس موضوع تجميد الارصدة في إجتماعنا المقبل في بروكسل//
وفي ظل الحديث عن حلول للأزمة في سوريا، دعا عبد الحليم خدام من باريس المجتمع الدولي بالتدخل الفوري عسكرياً في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا، متهماً روسيا والصين بالخضوع لضغوط طهران، وقف ما صرح للصحافيين.
حديث التدخل العسكري من قبل خدام، جرى استبعاده من قبل وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، الذي أشار إلى أن الوضع في سوريا أكثر تعقيداً مما كان عليه في ليبيا قبل تدخل الحلف الاطلسي.
=================
كتب بتاريخ 17-10-2011
هو ليس الإجتماع الأول من نوعه لمناقشة الملف السوري، بل هو الأول لناحية دلالاته التي تتخطى ما جاء في البيان النهائي، ليصب في اتجاه تصعيد الأزمة السورية بحسب القيادة في دمشق.
فجامعة الدول العربية والتي لم تحرك ساكناً عند محطات بارزة في الصراع المحوري مع إسرائيل، اعتادت على جلساتها الوزارية الطارئة في القاهرة، لمناقشة الوضع في سوريا، أو لتوجيه رسائل وتهديدات، قد لا تطيقها الدول العربية مجتمعة.
غير أن إعلاء الصوت على سوريا، بتهديدها بتعليق عضويته في الجامعة العربية، أو لناحية دعوتها إلى حوار في غضون خمسة عشرة يوماً، أمر توقف عنده العديد من المراقبين، فربط الدعوة بأيام، هي بمثابة تهديد في اللغة الدبلوماسية.
لغة التهديد تلقفتها سوريا، ورأت فيها تحريضاً وتشويهاً للحقائق، حيث أكد السفير يوسف أحمد بأن بلاده دولة مستقلة وذات سيادة، تقودها سلطة قادرة على حماية البلاد.
تأكيد جاء ليضع النقاط على الحروف، خصوصاً بعدما تصاعدت توترات المنطقة، وشهدت دخولاً أميركياً مباشرة على خط العلاقات بين أبناء الأمة الواحدة والوطن الواحد.
وفيما تجنبت الجامعة العربية الحديث عن سياسة الإصلاح التي تتنهجها دمشق، وآخرها القرار بالإعداد لدستور جديد للبلاد، شكلت لجنة عربية مهتمها التواصل مع القيادة والمعارضة في سوريا.
لجنة كانت ممكن أن تكون حيادية، لولا إسنادها إلى دولة قطر، لتصب الزيت على النار، خصوصاً وأن دمشق تتهم الدوحة بلعب دور منحاز سياسياً وإعلامياً في الأحداث السورية.
أحداث دخلت مرحلة جديدة، بعد فشل المشاريع الدولية في مجلس الأمن، لتتصدر بعض الدول العربية والإقليمية لائحة الداعين الى فرض عقوبات على سوريا، ما قد يؤدي الى تفتيت الجامعة العربية، نظراً إلى وجود دول عربية عديدة ترفض الأحكام المستندة إلى مشاهد على الإنترنت، مشكوك في صحتها، وإلى موت مواطنين، عادوا وظهروا على شاشات التلفزة.

اتهام ايران بمحاولة قتل السفير السعودي في واشنطن


عندما رفع وزير الخارجية الأميركي كولن باول وثائقه الشهيرة في مجلس الأمن، صادق الجميع على وجود أسلحة دمار شامل في العراق. وقفت إيران وحدها مع القليل من الدول بوجه هذا المخطط التقسيمي للمنطقة، لتثبت السنون صحة الموقف الإيراني، بعدما كذب الأميركيون أنفسهم.
ويبدو أن إدارة أوباما تريد انهاء وجودها في العراق، على خطى سلفها، بمخطط تقول طهران إنه لتقسيم البلاد الإسلامية وحماية إسرائيل، بعدما فشل الامبراطور الأميركي بإدارة العديد من ملفات المنطقة.
غير أن القيادة الإيرانية ذات الدراية بالمأزق الأميركي في المنطقة، لا تزال تلقي الحجج وتدفع إتهامها بمحاولة إغتيال السفير السعودي في واشنطن، وتحذر من محاولات الإنزلاق بالفخ الأميركي الهادف إلى إيجاد الفرقة والشقاق بين دول المنطقة، كما شدد وزير الخارجية على أكبر صالحي.
وفيما أعلن صالحي أن طهران مستعدة للنظر في اتهامات واشنطن بمحاولة اغتيال السفير السعودي، وجهت طهران رسالة إلى الحكومة الأميركية عبر سفارة سويسرا، طلبت فيها تقديم معلومات حول المشتبه به، وإذناً لزيارته.
وترى إيران أن هذه الحملة الأميركية بوجه القيادة الإيرانية، تهدف إلى حرف الرأي العام عن الأزمات التي تعاني منها الإدارة الأميركية خارجياً وداخلياً، خصوصاً بعدما شارفت ولاية الرئيس أوباما على أفولها، بعدم تحقيق انجازات ملفتة بالمقارنة مع وعوده الإنتخابية.
وتركز وسائل الإعلام الغربية على قصة محاولة اغتيال السفير السعودي، وصوبت صحيفة الاندبندنت البريطانية مؤخراً على الاسلوب المعلن في محاولة الاغتيال، عبر استخدام متهم سابق بتزوير شيكات من قبل عصابة مخدرات مكسيكية، وهو ما قالت الصحيفة البريطانية انه لا يستقيم مع ما يعرف عن اجهزة الاستخبارات الايرانية من حنكة، وهو أمر قد لا يقوم به أضعف جهاز مخابرات في العالم.

سوريا، الفيتو الروسي الصيني الأول في مجلس الأمن


كتب بتاريخ 7-10-2011
على حلبة الصراع الدولي، لا تزال موسكو في موقع الدفاع عن مصالحها الجيوسياسية، فأسقطت بالضربة القاضية مشروعاً أوروبياً في مجلس الأمن. ضربة تخطت بدلالاتها النطاق السوري.
نطاق يبدو أنه مرتبط بمصلحة روسيا العليا، بالدفاع عن الساحل الشرقي للبحر المتوسط، الذي رأت فيه سابقاً الملكة كاثرين مفتاح البيت، والممر للوصول إلى المجال الحيوي الروسي.
وبعدما قالت روسيا والصين كلمتهما في مجلس الأمن، حددت موسكو خطوطها الحمراء، بأن لا تدخل عسكري بعد الآن للإطاحة بالأنظمة السياسية المختلفة، وأنها ستعطل في المستقبل أي عقوبات قد يفرضها مجلس الأمن الدولي، بهدف الإطاحة بحكومات ليست على علاقة جيدة بالقوى الغربية.
وضوح الموقف الروسي يعكس تراكمات سلبية في العلاقة بين موسكو والغربيين، لاتنتهي بقضيتي توسع حلف الناتو إلى أوروبا الشرقية، ونشر الدرع الصاروخي في بولندا رومانيا.
ويقول سيرغي بابورين: نائب رئيس مجلس الدوما الروسي السابق
// كانت هناك حملة موجهة لكسر أسس الدبلوماسية الروسية وهيبتها، أو تجريدها من الثقة حيال تقدمها بقرار سلمي في مجلس الأمن. أنا مسرور لأن السياسة الخارجية الروسية أوحت بالفخر، وحالت دون إقرار وثيقة تفتح الباب للتدخل العسكري ضد سوريا.//
وعلى الرغم من أن الفيتو في مجلس الأمن لا يعكس تبدلاً في السياسية الخارجية الروسية، غير أنه قد يكون مؤشر على منحى جديد، قد يحدث تطوراً في العلاقة بين موسكو والأوروبيين.

البحرين والحل الأمني


كتب بتاريخ 19-9-2011
يبدو أن الحل الأمني الذي استوطن أراضي البحرين، مستمر في مناوراته الهجومية، يندفع تارة تجاه متظاهرين مطالبين باصلاحات سياسية وبحريات إنسانية، وطوراً نحو تشييع ضحايا قضوا نتيجة اعتبارات، يرى فيها النظام البحريني سبيلاً لإعادة الإستقرار.
إستقرار تريده المعارضة تحت سقف القانون، تجنب البلاد فيه دوامة عنفٍ، تعيد إلى البحرين لؤلؤتها الضائعة وسط ضباب الغازات المسيلة للدموع والسامة، التي تخترق جدران منازل المواطنين العزل، وفراداً كانوا أم جماعات.
وفي وقت تتفاعل قضية الأطباء المعتقلين على الرغم من إطلاق سراح البعض، صعدت وزارة الصحة البحرينية هذه المسألة الإنسانية، وقامت بفصل ستة أطباء جدد، ليكتمل مشهد محاصرة الأطباء عبر إعتقال وزارة الداخلية للبعض وفصل وزارة الصحة للبعض الآخر.
سياسة الفصل السياسي، طالت نواباً منتخبين من قبل الشعب، حيث تقدم عدد منهم بشكوى رسمية إلى لجنة تقصي الحقائق، تحدثوا فيها عن حملة ممنهجة ضدهم بسبب تعبيرهم عن رأيهم، ومشاركتهم بفعاليات سياسية دعت إليها جمعيات مرخصة قانونياً.
تصعيد الممارسات الحكومية بحق كل ما يمت إلى المعارضة بصلة في البحرين، استمر مع سعي المنامة إلى إعادة محاكمة المواطنين والنشطاء والمفرج عنهم، أمر رأت فيه جميعة الوفاق البحرينية يقضي على فرص إيجاد الحلول للأزمة، ويعبئ الشارع السياسي بأن السلطة تسعى إلى تمديد الأزمة.
أزمة أصبحت من يوميات الشارع البحريني، في قرى الدير وسفالة وغيرها من قرى جزيرة سترة التي شهدت مسيرات شعبية قوبلت بإطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والسام عليهم، كذلك في العكر والنويدرات وغيرها من قرى البحرين.
ويسعى المعارضون في البحرين إلى الضغط على السلطة للإستجابة إلى مطالبهم بوسائل شتى، وأبرزها في القادم من الأيام مسيرة طوق الكرامة وهير عبارة عن مسيرة لسيارات يشكل طوقاً حول العاصمة المنامة.
ودعا ائتلاف الرابع عشر من فبراير إلى مسيرات دماهيرية حاشدة في الثالث والعشرين والرابع والعشرين من الشهر الجاري إلى العودة إلى دوار اللؤلؤة رغم الإجراءات الأمنية إلى تحول دون ذلك.

الفلسطينيون يذهبون إلى الأمم المتحدة


كتب بتاريخ 15-9-2011
حسم الفلسطينيون أمرهم، واختاروا الخطوة الأصعب في الطريق إلى إعلان دولتهم، ويحذوهم الأمل بدولة كاملة العضوية، يشاركون فيها بجميع المحافل الدولية القانونية منها والسياسية.
فشهر أيلول الذي شهد في العام ثلاثة تسعين إعلان مبادئ أوسلو، يبدو أنه سيشهد هذا العام على مواجهة في نيويورك، بين واشنطن المنحازة إلى السياسية الإسرائيلية، وبين السلطة الفلسطينية، بعد فشل دبلوماسيي أميركا في ثني محمود عباس عن الذهاب إلى الأمم المتحدة.
ويقول رياض المالكي: وزير الشؤون الخارحية للسلطة الفلسطينية
// الرئيس سيقدم الطلب الى بان كي مون في 23 من الشهر الجاري، ما لم يتم تلقي عرض جدي لاستئناف المفاوضات، وسنقدم طلبنا لعضوية كاملة في الامم المتحدة، لكننا في هذه الاثناء منفتحون لاي اقتراحات وافكار، يمكن أن ترد من جميع الجهات لاستئناف المفاوضات على أسس متينة وبمرجعيات واضحة، ووفق جدول زمني واضح//
وعلى الرغم من أن رام الله لم تغلق باب الحوار مع الجهات الدولية، فإن الفيتو الأميركي يبدو أنه جاهز للإطباق على قبول دولة فلسطيينة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، ما قد يدفع بالسلطة الفلسطينية إلى اللجوء إلى الجمعية العامة والحصول على دولة غير عضو، وهي الصفة التي تتمتع بها دولة الفاتيكان.
والدولة غير العضو، يتخوف منها الكيان الصهيوني، كونها تمنح الفلسطينيين حق اللجوء إلى محكمة العدل الدولية وإلى المحكمة الجنائية، بهدف تقديم دعاوى ضد العدو، وفق ما ذكرت برقية سرية سربتها الصحف الاسرائيلية.
وتمثل خطوة السلطة الفلسينية بالإعلان الأحادي لدولة فلسطين، فشلاً لمفاوضات التسوية من مدريد وما تلاها، إلى المحادثات الأخيرة، التي انتهت بعد اعلان الحكومة الاسرائيلية استمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية.
فمستوطنات الضفة الغربية ستكون جزءاً من الدولة الفلسطينية المرتقبة، وسيعامل الإسرائيليون الموجودون فيها على إعتبار أنهم اجانب، ما يؤشر على أن إعلان الدولة، مقدمة لخطوات اخرى ينبغي على السلطة اجراؤها، اذا ما ارادت ممارسة كامل دورها السيادي.
==========

كتب بتاريخ 2-10-2011
كلما دنت ساعة حسم انضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة، يشتد حراك دبلوماسي غربي، تحت ستار دعوة رباعية دولية، حددت ثلاثين يوماً لاستئناف مفاوضاتٍ، يكون بعدها طلب الإنضمام في خبر كان.
فدعوة الرباعية الدولية الفضفاضة، والمبهمة بما خص قضية التوسع الإستيطاني شرقي القدس، أعطت تل أبيب فرصة اقتطاع ما يناسبها منها، وجر الفلسطينيين إلى مفاوضات مباشرة، من دون تحديد أطر لها، متجاهلة الطلب الفلسطيني بوقف الإستيطان قبل الشروع بأية محادثات.
ويقول بنيامين نتانياهو: رئيس الحكومة الصهيونية
// اسرائيل ترحب بقرار اللجنة الرباعية للشرق الأوسط الذي يدعو إلى استئناف فوري لمحادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية من دون شروط مسبقة، وهذا تطور إيجابي، واسرائيل مستعدة وكانت مستعدة للإستئناف الفوري للمحادثات//
كلام نتانياهو ناقض بشكل واضح كلام نائبه سيلفان شالوم الذي رفض ترتيب عناوين المحادثات المحدد من قبل الرباعية، وطرح مناقشة قضيتي الحدود والأمن أولاً في عودة إلى المربع الأول من المفاوضات العربية الإسرائيلية، وشدد شالوم على أن البناء في القدس ليس قابل للتفاوض.
هذا الكلام الإسرائيلي اصطدم بالخصم والحليف على حد سواء.
فصائب عريقات صاحب الباع الطويل في المفاوضات مع العدو الإسرائيلي منذ نشأتها، اعتبر أن بيان الحكومة الإسرائيلية ممارسة للخداع على المجتمع الدولي.
هذا الخداع وجد صداه في برلين، حيث أشارت المستشارة الألمانية إلى أنها لا تصدق أي كلمة ينطق بها رئيس الحكومة الإسرائيلية، وحملت انجيلا ميركل نتانياهو مسؤولية احباط الجهود التي كانت تقوم بها لإعادة الفلسطينيينَ الى طاولةِ المفاوضات.
وترى ألمانيا أن الكيان الصهيوني ضرب بعرض الحائط محاولاتها لإحباط المسعى الفلسطيني في مجلس الأمن، ما دفع بالصحف الإسرائيلية إلى الحديث عن أزمة ثقة بين الطرفين. أزمة قد تدفع بألمانيا إلى قلب الطاولة في نيويورك والتصويت بالإيجاب على طلب فلسطين.
وبمقابل الموقف الألماني، لا تزال الإدارة الأميركية على عهدها بالدفاع عن الكيان الإسرائيلي، مع دعوة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الفلسطينيين واسرائيل الى استئناف المفاوضات، والامتناع عن اي خطوة استفزازية، متجاهلة الإعلان الإسرائيلي على بناء مستوطنات جديدة شرقي القدس، في محاولة لتحميل الفلسطينيين مسؤولية الفشل في إعادة إطلاق المحادثات.
====


كتب بتاريخ 7-9-2011

مع اقتراب موعد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتسارع الخطى الأميركية على خطي رام الله - تل أبيب، بحثاً عن آذان صاغية، تجنب واشنطن إحراجاً دولياً هي بغنى عنه.
فواشنطن وفي معرض سعيها إلى إبقاء قبضتها على الملف الفلسطيني، تريد من السلطة الفلسطينية عدم التوجه إلى الأمم المتحدة، وتحشد لهذه الغاية أذرعها الدبلوماسية في أنحاء العالم، بالتزامن مع محاولاتها لدى القيادة الفلسطينية.
وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عبرت خلال اتصال هاتفي مع رئيس السلطة محمود عباس عن عدم رضاها عن الخطوة الفلسطينية، ودعته فيه إلى مواصلة العمل مع الإدارة الأميركية لتفادي سيناريو سلبي في نيويورك نهاية الشهر.
سيناريو حمله شخصياً إلى محمود عباس، مبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط ديفيد هيل، الذي التقاه في رام الله. لقاءٌ أكد الخلافات بين الطرفين حول حصول إعتراف بدولة فلسطين، بحسب القيادي في فتح نبيل أبو ردينه، الذي أشار إلى وجود فجوة واسعة مع الأميركيين بشأن التوجه إلى الأمم المتحدة.
وفي ظل حديث عن تهديدات أميركية تتراوح بين المقاطعة المالية لمنظمة التحرير، وصولاً إلى تدابير تتعلق بتمثيل هذه المنظمة الفلسطينية في الأمم المتحدة، تظاهر في رام الله عشرات الفلسطينيي رفضاً لزيارة مبعوث واشنطن، ودعوا إلى رفض كل التهديدات الأميركية التي تتعرض لها القيادة الفلسطيينة.
محاولات اللحظة الأخيرة من قبل الإدارة الأميركة يبدو أنها لم تأت أكلها مع التصميم الفلسطيين على خطوة الذهاب إلى الأمم المتحدة، كما صرح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، الذي شدد على أن هذه القضية حسم أمرها، وانتهى الموضوع.
=====

كتب بتاريخ 22-9-2011
بعد ثلاثةٍ وعشرين عاماً من الإعلان ِالأول ِعن الدولةِ الفلسطينية، تتوجه ُالسلطة الفلسطينية إلى الأمم ِالمتحدة لنيل ِعضويةِ دولةِ فلسطين، ليثارَ جدلٌ قانوني حول مسار هذه الخطوة، وسط ضباب ِالمشهد ِالسياسي.
مسارٌ بدأه رئيسُ السلطةِ الفلسطينية بتقديم ِالطلب ِإلى الامين ِالعام ِللامم ِالمتحدة، ليسلكَ بعدَها قنواتهِ.
فالمادة ُالرابعة ُمن ميثاق ِالأمم ِالمتحدة، نصت في فقرتِها الثانية على أن قبولَ أيةِ دولةٍ في عضويةِ الامم ِالمتحدة يتمُ بقرار ٍمن الجمعيةِ العامة بناءً على توصيةٍ من مجلس الأمن، على ان يوافقَ تسعة ٌمن أعضاء ِالمجلس من أصل ِخمسة َعشر، شريطة عدم استخدام حق النقض من قبل أحد الدول الخمسة الدائمة العضوية.
وإذا سقطت التوصية ُفي مجلس ِالأمن، يَحِقُ للمجلس تقديمُ مشروع ِقرار ٍإلى الجمعية العامة ِللتصويت ِعليه، ويجبُ أن يتِمَ ذلك في غضون ثمان ٍوأربعين ساعة، ويمكنُ تأجيلُه إلى ما بعدَ انتهاء ِأعمال ِالجمعية ِالعامة، بهدف ِإعطاء ِمزيد ٍمن المشاورات للتوصل ِإلى صيغة ِقرار ٍترضي الأطرافَ المؤثرة َفي الجمعية.
وإذا حصلَ مشروع ُالقرار ِعلى أغلبية ِالثلثين، عندها يعطى الفلسطينيون "صفة َدولةٍ مراقبة ٍغير ِعضو"، بدلاً من وضع ِالمراقبِ الذي تحظى به منظمة ُالتحرير ِالفلسطينية، ما يمنحُ الدولة َالمرتقبة َفرصة َالإنضمام ِإلى هيئاتِ الأمم ِالمتحدة ومنها محكمة ُالعدل الدولية، إضافة ًإلى الوكالاتِ والمنظمات ِالدولية والمحكمة ِالجنائية.
هذا المنصبُ بتواضعهِ، يشكلُ هاجساً للكيان ِالإسرائيلي، نظراً لأنه سيكونُ في وسع الفلسطينيين في هذه الحال رفعُ دعاوى مختلفةٍ ضدَّه، خصوصاً في موضوعي الجدار العنصري والمستوطنات.
جدارٌ رأت فيه محكمة ُالعدل ِالدولية عملاً مخالفاً للقانون ِالدولي، فيما يقرُ المجتمعُ الدوليُ عدمَ قانونيةِ المستوطنات، ما يشيرُ إلى أنه بانتظار ِالدولة ِالفلسطينية- في حال ِولادتِها- أمورٌ قانونية ٌعدة قد تعيدُ بعضاً من حقوق ِالشعب ِالفلسطيني المعنوية، في عالم ٍبات القانونُ فيه وجهة َنظر ٍفقط.

العائلة الحاكمة في البحرين والانتفاضة الشعبية


كتب بتاريخ 10-9-2011
في وقت غُيب الحل السياسي عن البحرين، وعطلت لغة الحوار بين شعبه، تفرض المعارضة هناك واقعاً شعبياً نجحت في حشده في جمعة لا تنازل وما سبقه من جمعات.
وأما تجاهل النظام البحريني للمطالبات الشعبية بالإصلاح وصون لبلاد، وجدت الوفاق بالدعوة الى مقاطعة ما أسمتها مسرحية الانتخابات، مدخلاً للبدء في حل سياسي يحترم عقول البحرينيين.
وبالتزامن مع المطلب الشعبية بإقالة رئيس الوزراء خليفة بن سلمان، تتحدث الأنباء الواردة من البحرين عن حل يضمن إزاحة هادئة لخليفة بن سلمان القابض على الحكومة منذ أكثر من أربعين عاماً، عبر استلام شقيقه قائد الجيش المشير خليفة هذا المنصب.
ويقود هذا التغيير بحسب صحيفة مرآة البحرين الإلكترونية وزير الديوان الملكي خالد بن أحمد - الرجل القوي في المنامة، والذي يدير تجمع الوحدة الوطنية.
وكان وزير الديوان الملكي قد عبر عن تأييده لإزاحة رئيس الوزراء خلال تصريح علني إلى جريدة التايمز الأميركية قبل ثلاثة أسابيع.
وإضافة إلى هذه الرسالة الصحفية من قبل الأمير خالد، تحدثت مرآة البحرين عن تغييرات تطال الأحزاب السياسية المقربة من النظام. تغييرات تزيح جمعيات الأصالة والمنبر الإسلامي عن الخارطة السياسية قبيل الانتخابات البرلمانية في البلاد.
وأمام الحديث المتزايد في البحرين عن ضعف الملك حمد بن عيسى، رأت صحيفة مرآة البحرين أن هذا التغيير يقوده المتشددون داخل النظام، والذين أستطاعوا فرض الحل العسكري للأزمة السياسية في البحرين، ما قد يضع البلاد أما تصاعد للقمع، ويسد أي أفق ممكن للحل.
غير أن هذه الأنباء الإعلامية إن صحت، فقد تضع المعارضة أمام تحدٍ جديد، ويضع البلاد أمام مرحلة جديدة، قد لا تختلف كثيراً عن سابقاتها، سوى بإزدياد معاناة الشعب البحريني، قتلاً، واعتقالاً تعسفياً، وهتك للحرمات، وللحريات الشخصية.

المجلس العسكري والإخوان ومستقبل مصر


كتب بتاريخ 8-9-2011
تحول التباين السياسي في مصر، - الإنتخابات أولاً أم الدستور - إلى سجال يزيد من ضبابية مشهد البلاد ما بعد مبارك، مع ارتفاع حدة التصريحات بين المجلس العسكري والإخوان المسلمين.
وتحدث الإخوان عن تسريبات بأن هناك محاولات لتأجيل الإنتخابات البرلمانية في البلاد، وبالتالي تأجيل وضع الدستور الجديد واستمرار المرحلة الإنتقالية. تسريبات بحسب الإخوان هي لإبقاء المجلس العسكري في الحكم.
فالرسالة وإن لم تحدد الجهات الساعية إلى تأجيل الإنتخابات، دعت عسكريي مصر إلى الوفاء بوعودهم بالإلتزام بخريطة الطريق التي حددها الإعلان الدستوري في مصر، والذي حدد بنهاية الشهر الحالي، بداية إجراءات إنتخابات مجلسي الشورى والشعب.
غير أن المجلس العسكري الذي يمسك بالسلطة في مصر منذ سقوط نظام مبارك، يجد نفسه أمام مهمة إدارة بلد كبير، ذو حاجات إقتصادية لا حدود لها، ولا يرغب بالوقت نفسه بإحداث تغييرات جوهرية في بنية الحكم، نظراً لإفتقار عسكرييه إلى الخبرة السياسية اللازمة لهكذا مسألة.
غير أن مصر ما بعد ثورة يناير أمام حالة من التوتر والإستقطاب السياسيين لا تقتصر فقط على المجلس العسكري، والإخوان المسلمين، بل تتعداها إلى العديد من الأحزاب العلمانية واليسارية، التي تريد من مصر دولة مدنية، إضافة إلى وجود جماعات سلفية في البلاد.
وبموزاة سعيها إلى إستقطاب أكثر فئات الشارع المصري، أرسلت جماعة الإخوان المسلمين أكثر من إشارة إيجابية، حول وجه مصر الجديدة، فهي لا تريد نظاماً إسلامياً، لكنها بالمقابل تسعى إلى أن تتمتع الاحزاب الدينية بحرية في المشاركة السياسية تعكس حضورهم الشعبي في أكثر من مجال.
فالخلاف داخل الشارع المصري على كيفية إدارة المرحلة الإنتقالية، يخفي في طياته تباينات أعمق تتعلق ببنية الدولة الجديدة، وبالإقتصاد وتوزيع الموارد، إضافة إلى السياسة الخارجية. كلها قضايا تضغط على القوى الرئيسية المصرية، لإنتهاج سياسة توافقية، تقي البلاد مصيراً مجهولاً، خصوصاً بعدما باتت الانقسامات السياسية والشعبية، سمة المرحلة الحالية في مصر.

العدو والخوف من الحرب


كتب بتاريخ 6-9-2011
في واقع عربي يشهد تغيرات تسارعت خطاها حتى بلغت الأراضي المحتلة، وطفت على الواجهة فيه سيناريوهات معركة مع كيان العدو، بات الحديث عن حرب شاملة في تل أبيب من المحرمات، بعد أن كان حديث سياسي الكيان الاسرائيلي وعسكرييه.
فالدولة العبرية التي امتهنت لغة التهويل بالحروب والتهديد بها، يبدو أنها أصبحت عاجزة حتى عن التفكير بهذا الأمر، بعدما ضربت عملية إيلات الأخيرة العمق الأمني الصهيوني، وبات أمام فرضيات هجمات شبيهة لها، تغذي مشاعر نقمة الجمهور الإسرائيلي على حكومته.
فالربيع العربي قد يتحول إلى شتاء قاسياً على الكيان الإسرائيلي بحسب تعبير قائد الجبهة الداخلية. شتاءٌ بدأت ملامحه الأولى تظهر في القاهرة، بعد سقوط نظام حسني مبارك، وهجوم المصريين على السفارة الإسرائيلية، في مشهد لطاما شكل كابوساً لدوائر صنع القرار في تل أبيب وواشنطن.
حالةُ الذعر هذه، وأمام ازدياد قوة حركات المقاومة في لبنان وغزة، تحول إلى أرق أنهك الجسد الصهيوني المتهالك بفعل مغامراته العسكرية، وبات أمام كابوس مرعب، يصفه بالحرب الشاملة.
وأمام تصاعد الحديث حول حربٍ شاملة من قبل جنرالات العدو، إضافة إلى بركان داخلي يثور بوجه حكومة بنيامين نتنياهو، وجدت القيادة السياسية بإلتزام التهدئة، ونفي اي خطر لحرب وشيكة، سبيلاً قد يحفظ تماسك الكيان، الإجتماعي والإقتصادي.
وفي الأمم المتحدة تبدو المواجهة السياسية أكثر وضوحاً، مع ذهاب السلطة الفلسطينية إلى هذه المنظمة الدولية للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية، في خطوة تعد لها الحكومة الاسرائيلية العدة سياسياً وعسكرياً.
ويسعى جيش الاحتلال إلى تجنب شرب كأس مواجهة احتمالاتها مفتوحة مع مدنيين في الأراضي الفلسطينية وعلى الحدود مع لبنان وسوريا، قد يتظاهرون دعماً للتوجه إلى الأمم المتحدة، ما قد يضيق الخناق على هذا الكيان، الذي لطالما تبتاهى بقدرته على الردع، وعلى قمع المتظاهرين من دون حسيب ولا رقيب.
===
بين مخاوفه من اندلاع حرب شاملة، وسعيه إلى عدم تسخين جبهته الداخلية، يعيش الكيان الإسرائيلي حالة من الذعر لما ستحمل إليها الأيام القادمة، خصوصاً مع قرب استحقاق الأمم المتحدة، وفقدان تل ابيب أبرز حلفاءها في المنطقة.
وبعدما فقد الجيش الإسرائيلي ميزته الذي تباهى بها بقدرته على الردع، خرج قائد الجبهة الداخلية ليتحدث عن شتاء قاسٍ يتعرض له الكيان الإسرائيلي.
ويقول ايال ايزنبرغ: قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية
// التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط تطرح على المدى البعيد احتمال نشوب حرب شاملة، وحتى حرب عامة تصل إلى استخدام أسلحة دمار شامل //
وإضافة إلى هذا السيناريو، يتحدث الجيش الإسرائيلي عن امكانية اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية وعلى الحدود مع لبنان والأراضي المحتلة، حيث اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان السلطة الفلسطينية بالتحضير الى ما وصفه بحمام دم غير مسبوق.
ودعا رئيس لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية في الكنيست شاؤول موفاز إلى استدعاء جنود الإحتياط.
وأثارت هذه التصاريح جدلاً واسعاً لدى قيادة العدو، استدعت تدخلاً من وزير الحرب ايهود باراك، نافياً خلال جولة له في هضبة الجولان المحتلة وجود أي خطر لحرب وشيكة، وقال باراك إن أعداء كيانه لن يجرؤا على استخدام أسلحة دمار شامل ضده.
كلام باراك دعمه مسؤول الشؤون السياسية والإمنية في وزارة الحرب عاموس جلعاد، الذي زعم أن الوضع الإسرائيلي ممتاز من الناحية الأمنية، وأعلن أنه لا يوجد احتمال حول استخدام أسلحة دمار شامل ضد كيانه.
واشترت قوات الإحتلال آلاف الخوذات والدروع، إضافة إلى كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع، فيما أشار قائد وحدة المشاة والمظليين إلى أن الجيش سيستبعد الرصاص المصاصي، وسيطلق الرصاص الحي على المتظاهرين المحتملين، إضافة إلى استخدام جهاز يصدر صوتاً عال ومؤلم، يدفع بالمتظاهرين إلى التراجع، وفق ما تأمله قيادة العدو.

الإحتجاجات في كيان العدو ومعضلة الأمن

كتب بتاريخ 3-9-2011


بعد ثلاثة وستين عاماً على إنشاء الكيان الصهيوني، استفاق الجمهور الإسرائيلي على واقع إقتصادي ومعيشي متردٍ، مختلفٍ عما تصوره له قياداته المتعاقبة منذ ذلك الحين.
فمعضلة الأمن يبدو أنها لم تعد تستهوي الجمهور الإسرائيلي، الذي خرج في تظاهرات معيشية، كانت شرارتها أزمة السكن وغلاء المعيشة.
وبدلت حركة الإحتجاج هذه أجندة المجتمع الإسرائيلي، اذ بات يقدم إهتماماته المعيشية على أولويات حكوماته العسكرية، ما أوجد هوةً يصعب ردمها بين الطرفين.
كما أن دعوة المحتجين إلى دولة تؤمن رفاهيتهم وعدالتهم الإجتماعية، تتطلب اموالاً قد لا تتوفر لدى حكومة تل أبيب نتيجة أزمتها الإقتصادية، وهو ما قد يدفع بالقيادة الصهيونية إلى إعادة النظر بالنفقات، ومنها تلك التي تتصل بالأمن ومخصصات الاستيطان.
لكن الأمر الجدير بالإهتمام في هذه التحركات هو دعوة المحتجين إلى وقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، حيث يرون أن الإنفاق الحكومي على توسيع البناء في المستوطنات، هو ما أدى إلى تقليص بناء المساكن داخل مدن الخط الاخضر ، المحتلة منذ عام 48 .
وليس من الواضح ما قد تؤسس عليه ما سمي "ثورة الخيام" من تداعيات تطال مجملَ الكيان الإسرائيلي. غير أن الجلي هو أن الكيان الذي لطالما شكلت تعقيداته الداخلية إرتكازاً تنطلق منها سياسياتُه الخارجية، قد يضطر إلى اعطاء مزيد من الاهتمام بالداخل، ولكن هذه المرة من منطلق الانكفاء عن سياسة التوسع التي ينضب معينها الايديولوجي باستمرار ..
وأمام ضيق خيارات كيان العدو للخروج من أزمته، قد تجد القيادة الإسرائيلية بالتحركات الداخلية، وبالمتغيرات الدولية فرصة للهروب إلى الأمام عبر افتعال حرب، تعيد خلط الأوراق في الداخل الإسرائيلي، وفي المنطقة أيضاً.

الإعلان عن عقوبات جديدة على دمشق


كتب بتاريخ 2-9-2011
لم تفلح محاولات الدول الغربية المكثفة بالإمساك بزمام المبادرة في الأحداث السورية، خصوصاً بعد سلسلة الإصلاحات السياسية التي تبنتها القيادة هناك، فرفعت من منسوب عقوباتها علها تصل لمبتغاها.
ووجد الأوروبيون المجتمعون في بولندا بحظر استيراد النفط السوري، خطوة تصاعدية يأملون منها تشديد الضغوط الاقتصادية على القيادة السورية، على أن يبدأ سريان هذا القرار في الخامس عشر من تشرين الثاني / نوفمبر بالنسبة للعقود الجارية، بما يحفظ حاجتهم إلى النفط السوري. ووسع الإتحاد الأوربي لائحة الأشخاص المحظورين لديه، لتشمل أربعة أفراد آخرين وثلاثة كيانات، لم يشكف عنهم.
وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه اعلن بدوره أن بلاده تسعى لإصدار قرار أممي يفرض العقوبات على سوريا.
إعلان وصفته مصادر متابعة بأنه مخصص للإستهلاك الإعلامي، بالنظر إلى مواقف دولية عديدة ترفض هذا الأمر، وتترك المساحة أمام السوريين لحل مشاكلهم الداخلية بالحوار.
هذه الضغوط السياسية والإقتصادية على دمشق تريد منها الدول الكبرى وفق ما قالت قبل أشهر، وكيلة وزارة الحرب الأميركية ميشيل فلورنوي، ثني دمشق عن مواقفها خصوصاً بما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، ودفعها إلى التخلي عن تحالفها مع طهران.
وبمقابل المواقف القادمة من جهة الغرب، جددت موسكو وبكين موقفهما المبدئي الرافض لأي تدخل أجنبي في الشؤون السورية، ووقف كافة أشكال العنف في البلاد بشكل كامل، واتخاد خطوات عاجلة لتحقيق الإصلاحات اللازمة في سوريا.
ودعا بيان الخارجية الروسية إلى إجراء حوار يعيد الإستقرار إلى سوريا، إنطلاقاً من موقف موسكو الذي يرى أن الدول الغربية هي التي تعيق انطلاق مثل هذا الحوار.
وأمام الدور الذي تلعبه الصين وروسيا إضافة إلى لبنان في مجلس الأمن الدولي، يبدو ان واشنطن وأوروبا، مستمرين في سياسة ازدواجية المعايير، لا سيما عندما يتعلق الأمر بدول تعد حليفة لها في الشرق الأوسط، خصوصاً بما يمس الكيان الإسرائيلي.

خلافات في واشنطن حول إلقاء أوباما كلمة


كتب بتاريخ 1-9-2011
بين التنافس السياسي على كرسي البيت الأبيض والبروتوكولات المعمول بها في الولايات المتحدة، لم يستطع الرئيس الأميركي تقرير موعد خطابه في الكونغرس من دون موعد مسبق من خصومه الجمهوريين.
فالرئيس أوباما وبعدما أعلن عن خطاب له في السابع من الشهر الجاري، متزامناً مع مناظرة للجمهوريين لتحديد مرشحهم لرئاسة البلاد، عاد وأرجأ هذا الأمر إلى الثامن من أيلول، نزولاً عن رغبة الجمهوريين، في تصرف وصفه وكالات الأنباء بإنحناءة لأوباما أمام رغبة الجمهوريين.
وفيما كانت خطوة أوباما بإلقاء خطاب في السابع من أيلول قد وصفت بالتحدي الجريء، رأت أوساط الجمهوريين بأن هذا الأمر هدفه سرقة الأضواء، ذلك أن هذا الخطاب سيكون موضوعه إقتصادي، بعدما بلغت معدلات البطالة في أميركا أكثر من تسعة في المئة.
ويسعى باراك أوباما إلى خطاب إقتصادي أمام الرأي العام، قبل الدخول بمعمعة الحملة الرئاسية، بهدف إستمالة الأميركيين إلى جانبه، خصوصاً بعد تراجع شعبيته نتيجة التباطؤ الذي يعشيه أول إقتصاد في العالم.
الإخفاقات الإقتصادية في عهد أوباما شكلت ورقة قوة بيد الجمهوريين، خصوصاً بعدما أدى التطاجن السياسي مع الديموقراطيين، إلى تخفيض التصنيف الإئتماني للبلاد بعد تخلفه عن سداد ديونه الشهر الماضي.
أزمة ديون، أعقبها حالياً أزمة خطاب، تراشق مساعدي أوباما وزعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب المسؤولية عنها.
ففيما صرح البيت الأبيض أن موعد خطاب الرئيس تم الإتفاق عليه مع جون باينر، كذبه المتحدث باسم الأخير، مشيراً إلى أن البيت الأبيض تجاهل بروتوكولات معمول بها منذ قرون.
بروتوكولات يلزم الإتفاق على موعد خطاب الرئيس في الكونغرس قبل إعلانه على الملأ، في وقت يقول الديموقراطيون إنه من غير المسبوق رفض الموعد الذي يريده الرئيس لإلقاء كلمته للأميركيين.

المحاكمة العلنية الأخيرة لحسني مبارك


كتب بتاريخ 15-8-2011
هي المرة الأخيرة التي سيرى بها الرأي العالم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، لا لانتهاء المحاكمة، بل بسبب قرار رئيس محكمة جنايات القاهرة وقف البث التلفزيوني للمحاكمة.
قرار رد القاضي أسبابه إلى الحفاظ على المصلحة العامة، خصوصاً بعدما أثارت هذه الجلسات العلنية أنصار مبارك، وفتحت العديد من أبواب السجال حول المحاكمة.
ومع استمرار حبس مبارك ونجليه، ووزير داخليته السابق حبيب العادلي، قررت المحكمة أيضاً ضم قضية مبارك والعادلي، بتهمة قتل المتظاهرين، بناء على طلب الإدعاء، وخصوصاً أسر ضحايا انتفاضة يناير الشعبية.
وعلى الرغم من أن قضية محاكمة قتلة المتظاهرين ابان التحركات الشعبية تأخذ الأولية بالنسبة للأهالي، فإن هيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدني، وهي الهئية التي تمثل اسر الضحايا، قدمت مواداً جديدة في قضية تصدير الغاز إلى العدو الإسرائيلي بأسعار غير أسعار السوق، بإعتبار أن القانون المصري يؤثم ابرام اتفاقيات تضر بإقتصاد البلاد.
وتأخذ قضية بيع الغاز المصري إلى الكيان الصهيوني حيزاً واسعاً من نقاشات الشارع المصري، الذي طالب على الدوام بقطع العلاقات مع العدو، وجاءت محاكمة مبارك لتضع هذه القضية في إطارها القانوني، الذي قد يؤسس لمرحة جديدة للسياسة المصرية.

الإعلان عن قانون الإنتخابات في سوريا


كتب بتاريخ 27-7-2011
عند كل خطوة إصلاحية تقوم بها القيادة السورية، تعود الإدارة الأميركية خطوات إلى الوراء، عبر إعادة إحياء مفردات دبلوماسيتها التي تدأب على تكرارها، ومطلقة لمواقف مسبقة لا تعكس حجم التطورات على الساحة السورية.
وبعدما كل ما قيل عن الموقف الذي أعلنته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن شرعية الأسد مؤخراً بأنه موقف شخصي، عادت المتحدثة بإسمها فيكتوريا نولاد وقالت إن الرئيس الأسد فقد شرعيته مع الشعب السوري، مع الإشارة إلى أن بلادها تجري إتصالات مع ما أسمتهم وجوه المعارضة السورية.
وبالمقابل، أكد معاون نائب الرئيس السوري العماد حسن توركماني أن استهداف سوريا من قبل القوى المتغطرسة في العالم، بسبب مواقفها الصامدة بوجه مخططات الهيمنة الغربية.
العماد توركماني أشار خلال لقاء جماهيري في حلب، إلى أن مسيرة الإصلاح التي تشهدها البلاد ماضية بخطى ثابتة وراسخة، وتعبر عن المصداقية والثقة المتبادلة بين الشعب والرئيس بشار الأسد.
وبالتوازي مع هذه المواقف السياسية، دفعت الحكومة السورية عجلة الإصلاحات السياسية إلى الأمام، مع إقرارها الصيغة النهائية لمشروع قانون الإنتخابات العامة، الذي يُعد ترجمة واقعية لبرنامج الإصلاح الشامل التي وعد بها الرئيس الأسد.
ولضمان نزاهة إنتخابات أعضاء مجلس الشعب وأعضاء المجالس المحلية، أوكل المشروع الجديد إلى لجنة قضائية مستقلة يتم تشكيلها، مهمتها الإشراف الكامل على إدارة الإنتخابات.
ويأخذ مشروع قانون الإنتخابات بنظام القائمة المفتوحة، ويتضمن نصوصاً تؤكد على مبدأ حريتها، ونصوصاً أخرى حول آلية الطعن في نتائجها النهائية.
ويمنح المشروع الجديد للمواطنين الذين منحوا الجنسية من الأكراد السوريين، حق الإنتخاب والترشح لعضوية المجالس المحلية ومجلس الشعب، في سعي حكومي إلى تعزيز اللحمة الوطنية وتأكيد على تنوع الإتجاهات في سوريا.

أحداث البحرين في الذكرى السنوية الاولى لانتفاضتها


كتب بتاريخ 14-2-2012
إلى حيث بدأت ثورة البحرين في دوار اللؤلؤة،، عادت جماهيرها في الذكرى الأولى لإنطلاقتها، لابسة الأكفان ورافعة شارات النصر.
عودة لم تكن بالأمر اليسير أمام جماهير المعارضة البحرينية، مع وجود حشود عسكرية كبيرة للقوات البحرينة المدعومة خليجياً، التي حاصرت جميع الطرقات المؤدية إلى الدوار في المنامة، وأقامت نقاط التفتيش، واعتقلت العشرات من المواطنين، بينهم نساء تعرضن للضرب المبرح من جانب القوات الأمنية.
ومنع الأمن البحريني خروج البحرينيين من قراهم، بعد حملات أمنية طاولت العديد من المناطق، رافقها إطلاق قنابل الغاز تجاه المنازل، في قرى والديه وجد حفص، والدراز والعكر والبلاد القديم، وغيرها من البلدات البحرينية التي خرج أبناؤها إحياءً للذكرى الأولى لانطلاق ثورتهم.
وإلى جانب استباحة البلدات، عمدت قوات الأمن إلى سرقة منازل في السنابس والبرهامة، وتكسير الأجهزة غير القابلة للنقل، ووصفت جمعية الوفاق هذه الممارسات بالجريمة المنظمة.
وحاول التلفزيون الرسمي في البحرين التعمية على الأحداث التي شهدتها البلاد منذ صباح الرابع عشر من فبراير، عبر عرض مشاهد تناقض تلك الموجودة على اليوتيوب، لتستطمل بعدها برامجها الخاصة بمناشبة الذرى الحادية عشر لميثاق العمل الوطني في البحرين.
وللمناسبة ذاتها، ألقى الملك حمد بن عيسى كلمة، دعا فيها إلى لم الشمل، وتحدث عن مرحلة جديدة لما فيه خير الوطن والمواطن.
وتحكم آل عيسى البحرين منذ أكثر من مئتين عام، عبر نظام ملكي مطلق، وبوجود حكومة معينة من قبل الملك، تمارس صلاحياتها منذ أكثر من أربعين عاماً.
وفي الرابع عشر من شباط فبراير من العام ألفين واحدى عشر، وفي خضم الاحتجاجات في العام العربي، انطلقت تحركات شعبية في البحرين، قمعتها القوات البحرينية بقوة، وطلبت مساعدة الدول الخليجية، التي أرسلت إلى البحرين قوات درع الجزيرة لقمع المعارضة في البحرين.

عشية وصو الملف السوري إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة


كتب بتاريخ 16-2-2012
بعدما فرضت روسيا والصين جداراً لمنع إمرار قرارات لتدويل الأزمة السورية، اتجهت الدول الغربية وحلفائها العرب إلى الجمعية العامة للامم المتحدة طمعاً بقرار غير ملزم قانونياً، بهدف الضغط على دمشق.
مشروع القرار الموضوع على طاولة الجمعية العامة، نسخة أخرى عن نظيره الذي سقط في مجلس الأمن الدولي، ما يعكس إصراراً لدى الغرب وحلفائهم العرب على صيغته، التي ترى فيها دمشق، اعتداءً على سيادتها الوطنية.
روسيا المتحمسة إلى حل سياسي في سوريا، طلبت سحب المسلحين من الساحات السورية، بالتزامن مع انسحاب القوات الحكومية منها، وأجرى وزير خارجيتها مباحثات مع نظيره الفرنسي حول حول مشروع قرار غربي يهدف إلى نقل مساعدات إنسانية إلى السوريين.
ويقول سيرغي لافروف: وزير الخارجية الروسي
//لقد أكدت استعداداي للإطلاع على مشروع القرار عندما يكن جاهزاً، والآن لا أستطيع التعليق على المقترحات الفرنسية، لأننا لم نتسلم أي شيء بعد//
ويقول آلان جوبيه: وزير الخاردية الفرنسي
// علينا ان نفعل كل ما يمكن من أجل انهاء العنف ومن اجل اعطاء الكثير من المساعدات الانسانية إلى الشعب السوري. نحن مستعدون للعمل في نيويورك على مشروع قرار مستوحى من جهود الجامعة العربية لوقف العنف وتقديم المساعدات الانسانية إلى سوريا.//
أما الصين، أحد أقطاب التوزان في الأمم المتحدة، فأعلنت عن ارسالها مبعوثاً إلى دمشق لاجراء محادثات مع المسؤولين السوريين، بعد محادثات مماثلة مع أطراف معارضة في بكين.
ويقول ليو وى مين: المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية
// أعتقد بأن رسالة هذه الزيارة هي أن الصين تأمل في التوصل لتسوية سلمية ومناسبة للوضع في سوريا سوري، وأن الجانب الصيني سيلعب دوراً بناءً في الوساطة//
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وبعد أن حمل دمشق مسؤولية تدهوة الأوضاع الإنسانية في سوريا، وقلل من أهمية الإعلان عن استفتاء على دستور جديد في سوريا، دعا إلى وقف العنف من جميع الأطراف، سواء من القوات النظامية أو من جماعات المعارضة.