تاريخ التقرير: 4-4-2011
بعدما دقت رياح التغيير اليمنية ناقوس الخطر على نظام حزب المؤتمر الحاكم، تحاول القوات الأمنية رفع منسوب القمع لعلها تساهم في تخفيف التدفق الجماهيري إلى ساحات البلاد.
وفي عملية شبيهة بالمجزرة التي ارتكبت في ساحة التغيير في صنعاء الشهر الماضي، ألقت الشرطة اليمنية في منطقة الحديدة الساحلية جام غضبها على آلاف المتظاهرين لدى محاولتهم تنظيم مسيرة إلى القصر الرئاسي، للمطالبة برحيل الرئيس صالح.
ووقع الهجوم بعدما تعرض المتظاهرون المناوئون لنظام صالح، لهجوم أمام مبنى المحافظة في الحديدة، من قبل القوى الامنية وعناصر مدنية، ما أوقع أكثر من أربعمئة جريح، معظمهم مصاب بحالات إختناق، وتأثيرات بالغة في الجهاز العصبي، فيما ترددت أنباء عن ان العدد أكثر بذلك من كثير.
وفي مدينة تعز سقط مئات الضحايا بين قتيل وجريح، بعدما أطلق الجيش النار على متظاهرين في المدينة، مطالبين برحيل الرئيس صالح. ويأتي هذا التصعيد بعد مواجهات الأحد أوقعت مئات المصابين، برصاص الجيش وأنصار الرئيس صالح.
وبموازة التصعيد الميداني، كشفت الساعات الأخيرة عن مساع خليجية وأميركية، للتوصل إلى حل للأزمة في اليمن، بعدما بلغ التوتر والإنقسام درجة مقلقة.
فدول مجلس التعاون الخليجي التي ترفض طلب صنعاء دخولها إلى المجلس، قررت الوقوف إلى جانب الرئيس صالح لتجاوز محنته، ودعت الحكومة والمعارضة إلى تغليب المصلحة الوطنية، والعودة إلى طاولة الحوار، وصولاً إلى إتفاق شامل يعيد للبلاد السلم الإجتماعي العام.
صحفية نيويورك تايمز في واشنطن، نقلت عن مسؤولين اميركيين ويمنيين ان إدارة البيت الأبيض في طور سحب دعمها للرئيس اليمني علي عبد الله صالح وتسهيل رحيله، وأشارت إلى مفاوضات تجري منذ أكثر من اسبوع لهذا الهدف، فيما لا يزال الرئيس اليمني رافضاً لفكرة تنحيه حالياً، لئلا يفسر هذا الأمر كإنتصار للمعارضة.
ويبدو أن الرئيس اليمني الذي يجيد الإمساك بالواقع اليمني بتعقداته المختلفة، يستفيد من ثغرات المعارضة الليبية، ويمضي في لعبة كسب الوقت، مستفيداً من حيثيته الشعبية، ما قد ينذر بإطالة الأزمة، بانتظار حل ما، ترتضي به الأطراف كافة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق