كتب بتاريخ: 15-3-2011
في وقت راحت قوات دول مجلس التعاون الخليجي تطارد الشعب البحريني المطالب بإصلاحات في بلاده، طرح هذا التدخل العسكري علامات استفهام حول الدور المنوط به، وبأهدافه بالنسبة إلى دول المجلس.
فمملكة البحرين والواقعة جغرافياً في الخط الأمامي لدول المجلس، ترى فيها دول الخليج نقطة إنطلاق للتغيير في المنطقة بأكملها، وفق نظرية الدومينو، والسعودية أولى المتأثرين.
غير أن هذا التدخل العسكري، وإن وُجدت مسوغاته القانونية، فقد جاء على حساب طرف داخلي، ما قد يؤدي بشتى الأحوال إلى تغليب السلطة على المعارضة الشعبية، ويعقد الأمور، خصوصاً بعد توقف الحوار إلى أمد غير معلوم.
وزاد الأمور سوءاً، التبرير الخليجي لهذا التدخل، بإعطاءه بعداً إقليمياً، كإنعكاساً لمواجهة غير مبررة بين إيران والدول الخليجية، على الرغم من أن أزمة البحرين، لا تغدو عن كونها مطلبية وإصلاحية، وفق ما تؤكده جمعيات البحرين السياسية.
هذا الهجوم العسكري من قبل دول الجوار البحريني، أصاب البحرينيين بالعمق، وأوجد شرخاً بين المطالب الشعبية، والأداء الحكومي العربي، ما يؤدي إلى تفاقم الغضب الجماهيري، وقد ينذر بوقوع الأسوأ، خصوصاً بعدما أضحى الحل العسكري سبيلاً لقمع المطالب الشعبية، فيما يبدو رسالة واضحة إلى المعارضة في كل إمارات وممالك الخليج.
وتحت عنوان ما الذي يجعل المملكة مختلفة، تحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن أهمية البحرين إلى المصالح الأميركية، كونها موطن الاسطول الخامس في الخليج، وتقع في قلب منطقة، تشكل رئة نفطية للدول الكبرى.
وإنطلاقاً من الأهمية الإستراتيجية للبحرين بالنسبة إلى المصالح الغربية، يرى متابعون أن هذا التدخل العسكري يشكل حماية لتلك المصالح، إستناداً إلى الصفقات العسكرية الضخمة التي أبرمتها واشنطن مع عدد من تلك البلدان، وبإعتبار أن النظام البحريني لا يواجه أي خطر مباشر يهدد وجوده، من قبل المعارضة في البحرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق