كتب بتاريخ: 4-3-2011
لا يكاد يمر فجر جديد على ليبيا من دون معارك عنيفة بين الثوار المتحصنين في مناطقهم، والقوات الموالية للقذافي، بعدما أضحى سلاح الجو، خياراً للنظام، يهدف تخويف الليبيين.
غير أن الثوار وبحسب مصادرهم ماضون في خيار المواجهة المسلحة مع النظام، حتى تحقيق ما يدعونه تحرير البلاد من قبضة القذافي، وبين البطالة وحمل السلاح ضد الظلم، اختار الشباب الليبي الثورة.
ويحاول النظام الليبي إستعادة ما فقده منذ اندلاع الثورة، عبر شنه هجمات على مناطق الشرق، سعياً منه إلى نقل المواجهة بعيداً عن العاصمة، والسيطرة على مناطق النفط في البريقة، وراسلانوف، اللتان تشهدان معارك عنيفة.
معارك تجري على الأرض تارة، يتمكن الثوار في كل هجوم من صد قوات القذافي، وفي الجو تارة أخرى، تننتهي بانكفاء الطائرات المهاجمة، بعد إفراغها لحمولها الصاروخية.
مدينة أجدابيا الشرقية، والتي تحوي قاعدة عسكرية سيطر عليها الثائرين، بقيت أيضاً تحت خط النار، وأكدت عناصر المعارضة المسلحة في هذه المدنية أن هذه الثكنة تتعرض لقصف باستمرار منذ وقوعها بأيدي الثورة. يأتي ذلك في وقت انضم إلى الثوار في المدينة عدد من الجنود النظامية، ما يعطي الثورة الشعبية دفعاً إضافياً.
مدينة بنغازي، منطلق الثورة الليبية، والتي شهدت معارك عنيفة قبل سيطرة الثوار عليها، أحيت جمعة الغضب بصلاة حاشدة، وهتف المصلون بشعارات مطالبة برحيل القذافي.
محاولة القذافي نقل المعارك إلى الشرق، يبدو أنها لم تجدي نفعاً، فلا تزال مدن الغرب، خصوصاً منطقة الزاوية على بعد خمسين كيلومتر من العاصمة، تشهد مواجهات عنيفة، في محاولة من النظام للسيطرة عليها، غير أن الثوار عادوا وأمسكوا بزمام المبادرة، وشنوا هجوماً على نقاط تجمع قوات القذافي، محاولين إبعادهم عن المنطقة.
وأبدى ثوار الزاوية تخوفهم من نقص في المواد الغذائية والأدوية وحليب الأطفال، في وقت تقوم قوات القذفي بمحاصرة المنطقة، في معركة قد تطول أمدها، في ظل غياب مؤشر على حسم المعارك لصالح أي طرف.
ويؤكد الخبراء أن ميزان القوى العسكري متكافئاً بين الثوار والقوات الحكومية، وأن القذافي يفضل تحويل البلاد إلى أنقاض، على أن يرحل عن الحكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق