كتب بتاريخ: 15-2-2011
يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية التي لم تستفق من الصدمة بإطاحة أبرز حلفائها في المنطقة، تحاول دفع كرة اللهب نحو النظام الإيراني، مستفيدة من الحراك الشعبي الداعم للثورتين المصرية والتونسية.
فواشنطن وفي معرض سعيها تجنب شرب الكأس المر من واقع التغييرات في المنطقة، تسعى وبشكل مباشر، إلى التأثير على مجريات اللعبة الإيرانية، من خلال دعمها لتحركات المعارضة الإيرانية، عبر بعث رسائل تحريضية للإيرانيين من على شبكة تويتر، فُسرت بأنها أمر عمليات صادر من واشنطن.
هذه الرسائل لم يرى الرأي العام الدولي مثيلها في حالتي مصر وتونس، بل شهد دعماً أميركياً واضحاً للنظامين السابقين، بعكس إرادة الشعبين.
وتقول وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون
// لقد دعمنا حصول الشعب المصري على حقوقه، وأيدنا التغيير السياسي الذي سيأتي بنتائج إيجابية، تعطي الشعب المصري مستقبلاً إقتصادياً وسياسياً أفضل، الأمر نفسه ينطبق على إيران//
غير أن الوزيرة الأميركية، تناست كلامها قبل أكثر من اسبوع في مؤتمر ميونخ للأمن، عندما أشادت بما أسمته ضبط النفس الذي أبدته القوات الأمنية المصرية، على الرغم من مقتل المئات من المصريين في شوارع القاهرة وغيرها من المدن.
مسلسل التحريض المباشر استمر مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي أعرب عن ما أسماه أمله بأن يتحلى الايرانيون بالشجاعة، لمواصلة احتجاجاتهم ضد النظام، على الرغم من أن النظام الإسلامي في ايران، يشهد تداولاً سلمياً للسلطة، عبر انتخابات تجري من الشعب.
الجمهورية الإيرانية، رفضت الكلام الأميركي، ووضعته في خانة التدخل في الشؤون الداخلية، وأكدت أن شعوب المنطقة تريد التحرر من النفوذ الأميركي.
ويقول المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست
// التغييرات التي تطالب بها الشعوب في المنطقة هي وقف تدخل القوى الكبرى في شؤونها، والاستقلال تجاه أميركا، والنظام الصهيوني، وحلفائهما، كما أن التصريحات التي أدلى بها مسؤولون أميركيون تنبع من خلط بسبب التغييرات التي تشهدها المنطقة //
وترى طهران، التي تشهد تداولاً للسلطة، ترى أن الإدارة الأميركية المهزومة في المنطقة، تريد نقل السيناريو التونسي والمصري إلى إيران، مع ما يحمله هذا الأمر من ترددات سلبية، قد تدفع الولايات المتحدة ثمنها، تراجعاً إضافياً في المنطقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق